من طريق النهروانى إلا أن ابن سوار خص به رواية خلف وأبى حمدون عن سليم ولم يخص غيره عن حمزة فى ذلك رواية بل أطلقوا الإمالة لحمزة من جميع رواته وكذا رواه أبو مزاحم الخاقانى ورواه ابن الأنبارى عن إدريس عن خلف وحكى ذلك أبو عمرو الدانى فى جامعه عن حمزة من روايتى خلف وخلاد وانفرد الهذلى بالإمالة أيضا عن خلف فى اختياره وعن الداجونى عن أصحابه عن ابن عامر وعن النخاس عن الأزرق عن ورش وغيرهم إمالة محضة وعن باقى أصحاب نافع وابن عامر وأبى عمرو وأبى جعفر بين اللفظين ولما حكى الدانى عن ابن شنبوذ عن أصحابه فى رواية نافع وأبى عمرو إمالة هاء التأنيث قال عقيب ذلك ولا يعرف أحد من أهل الاداء بحرف نافع وأبى عمرو فى جميع الأمصار غير الفتح قال وأحسب أن الامالة التى رواها ابن شنبوذ عن نافع وأبى عمرو أنها بين بين وليست بخالصة ( قلت ) والذى عليه العمل عند أئمة الأمصار هو الفتح عن جميع القراء إلا فى قراءة الكسائى وما ذكر عن حمزة والله تعالى أعلم.
تنبيهات
( الأول ) قول سيبويه فيما تقدم إنما اميلت الهاء تشبيها لها بالالف مراده ألف التأنيث خاصة لا الالف المنقلبة عن الياء ووجه الشبه بين هذه الهاء وألف التأنيث أنهما زائدتان وأنهما للتأنيث وأنهما ساكنتان وأنهما مفتوح ما قبلهما وأنهما من مخرج واحد عند الأكثرين أو قريبا المخرج على ما قررنا وأنهما حرفان خفيان قد يحتاج كل واحد منهما أن يبين بغيره كما بينوا ألف الندبة فى الوقف بالهاء بعده فى نحو : وا زيداه. وبينوا هاء الإضمار بالواو والياء نحو : ضربه زيد ، ومر به عمرو. كما هو مقرر فى موضعه فقد اشتمل هذا الكلام على أوجه من الشبه الخاص بالألف والهاء اللذين للتأنيث