وعلى أوجه من الشبه العام بين الهاء والألف مطلقا وإن كانتا لغير التأنيث.
وإذا تقرر اتفاق الألف والهاء على الجملة وزادت هذه الهاء التى للتأنيث على الخصوص اتفاقها مع ألف التأنيث على الخصوص فى الدلالة على معنى التأنيث وكانت ألف التأنيث تمال لشبهها بالألف المنقلبة عن الياء أمالوا هذه الهاء حملا على ألف التأنيث المشبهة فى الامالة بالالف المنقلبة عن الياء وذلك ظاهر ( الثانى ) اختلفوا فى هاء التأنيث هل هى ممالة مع ما قبلها أو أن الممال هو ما قبلها وأنها نفسها ليست ممالة فذهب جماعة من المحققين إلى الأول وهو مذهب الحافظ أبى عمرو الدانى وأبى العباس المهدوى وأبى عبد الله بن سفيان وأبى عبد الله بن شريح وأبى القاسم الشاطبى وغيرهم. وذهب الجمهور إلى الثانى وهو مذهب مكى والحافظ أبى العلاء وأبى العز وابن الفحام وأبى الطاهر بن خلف وأبى محمد سبط الخياط وابن سوار وغيرهم. والأول أقرب إلى القياس وهو ظاهر كلام سيبويه حيث قال شبه الهاء بالألف يعنى فى الامالة والثانى أظهر فى اللفظ وأبين فى الصورة ولا ينبغى أن يكون بين القولين خلاف فباعتبار حد الامالة وأنه تقريب الفتحة من الكسرة والألف من الياء فان هذه الهاء لا يمكن أن يدعى تقريبها من الياء ولا فتحة فيها فتقرب من الكسرة وهذا مما لا يخالف فيه الدانى ومن قال بقوله. وباعتبار أن الهاء إذا أميلت فلا بد أن يصحبها فى صوتها حال من الضعف خفى يخالف حالها إذا لم يكن قبلها ممال وإن لم يكن الحال من جنس التقريب إلى الياء فيسمى ذلك المقدار إمالة وهذا مما لا يخالف فيه مكى ومن قال بقوله فعاد النزاع فى ذلك لفظيا إذ لم يكن أن يفرق بين القولين بلفظ والله أعلم ( الثالث ) هاء السكت نحو : كتابيه ، وحسابيه ، وماليه. ويتسنه ، لا تدخلها الامالة لأن من ضرورة إمالتها كسر ما قبلها وهى إنما أتى بها بيانا للفتحة قبلها ففي إمالتها مخالفة للحكمة التى من أجلها اجتلبت. وقال الهذلى