عليه بعد أن دفن النبي صلىاللهعليهوآله بثلاثة أيام فقال فيها :
ألا أيها الناس اسمعوا عني حديثي ثم اعقلوه عني ألا وإني أوتيت علما كثيرا ـ فلو حدثتكم بكل ما أعلم من فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام لقالت طائفة منكم هو مجنون وقالت طائفة أخرى اللهم اغفر لقاتل سلمان.
ألا إن لكم منايا تتبعها بلايا ألا وإن عند علي عليهالسلام علم المنايا والبلايا وميراث الوصايا وفصل الخطاب وأصل الأنساب على منهاج هارون بن عمران من موسى عليهالسلام إذ يقول له رسول الله صلىاللهعليهوآله أنت وصيي في أهل بيتي وخليفتي في أمتي وأنت مني بمنزلة هارون من موسى ولكنكم أخذتكم سنة بني إسرائيل فأخطأتم الحق فأنتم تعلمون ولا تعلمون.
أما والله لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة أما والذي نفس سلمان بيده لو وليتموها عليا لأكلتم من فوقكم ومن تحت أقدامكم ولو دعوتم الطير لأجابتكم في جو السماء ولو دعوتم الحيتان من البحار لأتتكم ولما عال (١) ولي الله ولا طاش لكم سهم من فرائض الله (٢) ولا اختلف اثنان في حكم الله ولكن أبيتم فوليتموها غيره فأبشروا بالبلايا واقنطوا من الرخاء وقد نابذتكم ( عَلى سَواءٍ ) فانقطعت العصمة فيما بيني وبينكم من الولاء.
عليكم بآل محمد صلىاللهعليهوآله فإنهم القادة إلى الجنة والدعاة إليها يوم القيامة.
عليكم بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام فو الله لقد سلمنا عليه بالولاية وإمرة المؤمنين مرارا جمة (٣) مع نبينا كل ذلك يأمرنا به ـ ويؤكده علينا فما بال القوم عرفوا فضله فحسدوه وقد حسد هابيل قابيل فقتله وكفارا قد ارتدت أمة موسى بن عمران فأمر هذه الأمة كأمر بني إسرائيل فأين يذهب بكم.
أيها الناس ويحكم ما لنا وأبو فلان وفلان أجهلتم أم تجاهلتم أم حسدتم أم تحاسدتم والله لترتدن كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيف يشهد الشاهد على الناجي بالهلكة ويشهد الشاهد على الكافر بالنجاة ـ ألا وإني أظهرت أمري وسلمت لنبيي واتبعت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة عليا أمير المؤمنين عليهالسلام وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين وإمام
__________________
ـ وتوفي في المدائن سنة ٣٦ ، وقيل ٣٧ ، وقيل بل ٣٣.
ولما حضرته الوفاة بكى فقيل ما يبكيك؟ قال : عهد عهده إلينا رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : ـ ليكن بلاغ أحدكم كزاد الراكب ـ فلما مات نظروا في بيته فلم يجدوا إلا اكافا ووطاء ومتاعا ، قوم نحوا من عشرين درهما.
راجع صفة الصفوة ج ١ ص ٢١٠ تهذيب التهذيب ج ٤ ص ١٣٧ أسد الغابة ج ٢ ص ٣٢٨ تنقيح المقال ج ٢ ص ٤٥ وكتاب نفس الرحمن في أخبار سلمان والمجلد الرابع من ابن أبي الحديد وكتاب مع علماء النجف الأشرف للشيخ محمد جواد مغنية.
(١) عال : افتقر.
(٢) طاش السهم : مال عن الهدف.
(٣) جمة : كثيرة.