وروي عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنه قال : إن العلم الذي هبط به آدم من الجنة وما فضلت به النبيون عليهالسلام في عترة نبيكم فأين يتاه بكم؟
قال سليم بن قيس : سأل رجل علي بن أبي طالب عليهالسلام فقال وأنا أسمع أخبرني بأفضل منقبة لك قال ما أنزل الله في كتابه قال وما أنزل الله فيك قال : ( أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ ) (١) أنا الشاهد من رسول الله صلىاللهعليهوآله وقوله ( وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) إياي عنى ب ( مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) (٢) فلم يدع شيئا أنزله الله فيه إلا ذكره ـ مثل قوله ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) وقوله ( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (٣) وغير ذلك قال قلت فأخبرني بأفضل منقبة لك من رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال نصبه إياي يوم غدير خم فقال لي بالولاية بأمر الله عز وجل وقوله أنت مني بمنزلة هارون من موسى وسافرت مع رسول الله صلىاللهعليهوآله ليس له خادم غيري وكان له لحاف ليس له لحاف غيره ومعه عائشة وكان رسول الله ينام بيني وبين عائشة ليس علينا ثلاثتنا لحاف غيره فإذا قام إلى صلاة الليل يخط بيده اللحاف من وسطه بيني وبين عائشة حتى يمس اللحاف الفراش الذي تحتنا ـ فأخذتني الحمى ليلة فأسهرتني فسهر رسول الله صلىاللهعليهوآله لسهري فبات ليلته بيني وبين مصلاه يصلي ما قدر له ثم يأتيني يسألني وينظر إلي فلم يزل ذلك دأبه حتى أصبح فلما صلى بأصحابه الغداة قال اللهم اشف عليا وعافه فإنه أسهرني الليلة مما به ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوآله بمسمع من أصحابه أبشر يا علي قلت بشرك الله بخير يا رسول الله وجعلني فداك قال :
إني لم أسأل الله الليلة شيئا إلا أعطانيه ولم أسأله لنفسي شيئا إلا سألت لك مثله وإني دعوت الله عز وجل أن يؤاخي بيني وبينك ففعل ـ وسألته أن يجعلك ولي كل مؤمن ومؤمنة ففعل وسألته أن يجمع عليك أمتي بعدي فأبى علي فقال رجلان أحدهما لصاحبه أرأيت ما سأل؟
__________________
(١) هود ١٧.
ينابيع المودة والحمويني في فرائد السمطين ص ٣٣٨ أخرج بسنده عن ابن عباس وعن زاذان وهما عن علي كرم الله وجهه قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله كان على بينة من ربه وأنا التالي الشاهد منه.
وابن المغازلي أخرج بسنده في المناقب ص ٢٧٠ عن عباد بن عبد الله قال : سمعت عليا كرم الله وجهه يقول في خطبته ـ : ما نزلت آية من كتاب الله إلا وقد علمت متى أنزلت ، وفيمن أنزلت ، وما من قريش رجل إلا وقد نزلت فيه آية من كتاب الله عز وجل تسوقه إلى جنه أو نار. قال رجل : يا أمير المؤمنين فما نزلت فيك؟ قال : أما تقرأ ( أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ ) الآية فرسول الله على بينة من ربه وأنا التالي الشاهد منه. وأخرجه بهذا اللفظ والسند في ينابيع المودة ص ٩٩ وأخرجه في الدر المنثور ٣ / ٣٢٤ عن ابن أبي حاتم وابن مردويه وأبي نعيم في المعرفة وأخرجه الطبري في تفسيره ١٢ / ١٠ الى غير ذلك من المصادر.
(٢) الرعد : ٤٣.
عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال : سألت رسول الله صلىاللهعليهوآله عن هذه الآية : ( الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ ) قال : ذاك وزير أخي سليمان بن داود (عليهالسلام). وسألته عن قول الله عز وجل : ( قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) قال : ذاك أخي علي بن أبي طالب. ينابيع المودة ص ١٠٣
(٣) النساء : ٥٩.
في ص ١١٤ من ينابيع المودة قال : في المناقب في تفسير مجاهد : إن هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين (عليهالسلام) حين خلفه رسول الله (صلىاللهعليهوآله) بالمدينة فقال : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى حين قال موسى : اخلفني في قومي وأصلح.