ترحلها فقال علي عليهالسلام إنها لا تألو شرا ولكني أردها إلى بيتها.
وروى محمد بن إسحاق (١) أن عائشة لما وصلت إلى المدينة راجعة من البصرة لم تزل تحرض الناس على أمير المؤمنين وكتبت إلى معاوية وأهل الشام مع الأسود بن البختري تحرضهم عليه عليهالسلام وروي أن عمرو بن العاص قال لعائشة ـ لوددت أنك قتلت يوم الجمل فقالت ولم لا أبا لك؟
قال كنت تموتين بأجلك وتدخلين الجنة ونجعلك أكثر للتشنيع على علي عليهالسلام
روى الشعبي (٣) عن عبد الرحمن بن مسعود العبدي (٤) قال : كنت بمكة مع عبد الله بن الزبير
__________________
(عليهالسلام) أشهر من أن يخفى ، وقد ذكر الكشي أحاديث تتضمن قدحا فيه ، وهو أجل من ذلك ، وقد ذكرناها في كتابنا الكبير وأجبنا عليها رضي الله تعالى عنه. خلاصة العلامة ص ١٠٢.
(١) محمد بن إسحاق أخو يزيد شعر ـ بالشين المعجمة والعين المهملة والراء ـ.
روى الكشي عن حمدويه عن الحسن بن موسى قال : حدثني يزيد بن إسحاق شعر أن محمدا أخاه كان يقول بحياة الكاظم (عليهالسلام) فدعا له الرضا عليهالسلام حتى قال بالحق. خلاصة العلامة ص ١٥١.
(٢) ام المؤمنين أم سلمة : بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشية المخزومية ، وامها عاتكة بنت عبد المطلب زوج النبي صلىاللهعليهوآله واسمها هند ، وكان أبوها يعرف بزاد الركب ، من المهاجرات إلى الحبشة ، وإلى المدينة.
وكانت مستودعة لبعض الوصايا وميراث النبوة وكان عندها البساط الذي سار به أمير المؤمنين إلى أصحاب الكهف ولما سار أمير المؤمنين (عليهالسلام) إلى الكوفة استودعها كتبه والوصية ، فلما رجع الحسن (عليهالسلام) دفعتها إليه ، ولما توجه الحسين عليهالسلام الى العراق استودعها كتبه والوصية واوصاها ان تدفعها الى علي بن الحسين ففعلت.
وفي الدر النظيم للشيخ جمال الدين يوسف بن حاتم الشامي قال بعد خطبة فاطمة (عليهاالسلام) وكلام أبي بكر فقالت أم سلمة رضي الله عنها ، حيث سمعت ما جرى لفاطمة (عليهاالسلام) المثل فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقال هذا القول؟
هي والله الحوراء بين الإنس ، والنفس للنفس ، ربيت في حجور الأتقياء ، وتناولتها أيدي الملائكة ، ونمت في حجور الطاهرات ، ونشأت خير نشأ ، وربيت خير مربى ، أتزعمون أن رسول الله صلىاللهعليهوآله حرم عليها ميراثه ولم يعلمها ، وقد قال الله تعالى ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) أفأنذرها وخالفت متطلبه وهي خير النسوان ، وأم سادة الشبان ، وعديلة ابنة عمران ، تمت بأبيها رسالات ربه ، فو الله لقد كان يشفق عليها من الحر والقر ، ويوسدها يمينه ، ويلحفها بشماله ، رويدا ورسول الله صلىاللهعليهوآله بمرأى منكم وعلى الله تردون! واها لكم فسوف تعلمون ، قال : فحرمت أم سلمة عطاها تلك السنة.
نعم ، وفي بيتها نزلت آية التطهير وهي آخر من مات من نساء النبي صلىاللهعليهوآله ماتت في زمن يزيد سنة (٦٣)
راجع أسد الغابة ج ٥ ص ٥٨٨ سفينة البحار ج ١ ص ٦٤٢ ـ ٦٤٣.
(٣) الشعبي ـ بفتح الأول وسكون الثاني ـ : أبو عمر عامر بن شراحيل الكوفي ينسب إلى شعب بطن من همدان. يعد من كبار التابعين وجلتهم ، وكان فقيها شاعرا روى عن خمسين ومائة من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله كذا عن السمعاني. مات فجأة بالكوفة سنة ١٠٤ ويظهر من ابن خلكان أن الشعبي كان قاضيا على الكوفة. الكنى والألقاب ج ٢ ص ٣٢٧ / ٣٢٨
(٤) صحابي مجهول.