في قريتك تنقذ به ضعفاء أهل قريتك إن أحسنت الاختيار جمعت لك الأمرين وإن أسأت الاختيار خيرتك لتأخذ أيهما شئت.
فقال يا ابن رسول الله فثوابي في قهري ذلك الناصب واستنقاذي لأولئك الضعفاء من يده قدره عشرون ألف درهم قال أكثر من الدنيا عشرين ألف ألف مرة.
قال يا ابن رسول الله فكيف أختار الأدون بل أختار الأفضل الكلمة التي أقهر بها عدو الله وأذوده عن أوليائه فقال الحسن بن علي عليهماالسلام قد أحسنت الاختيار وعلمه الكلمة وأعطاه عشرين ألف درهم فذهب فأفحم الرجل فاتصل خبره به فقال له حين حضر معه يا عبد الله ما ربح أحد مثل ربحك ولا اكتسب أحد من الأوداء مثل ما اكتسبت مودة الله أولا ومودة محمد وعلي ثانيا ومودة الطيبين من آلهما ثالثا ومودة ملائكة الله تعالى المقربين رابعا ومودة إخوانك المؤمنين خامسا واكتسبت بعدد كل مؤمن وكافر ما هو أفضل من الدنيا ألف مرة فهنيئا لك هنيئا.
وقال أبو محمد عليهالسلام قال جعفر بن محمد عليهماالسلام : من كان همه في كسر النواصب عن المساكين من شيعتنا الموالين حمية لنا أهل البيت يكسرهم عنهم ويكشف عن مخازيهم ويبين عوارهم (١) ويفخم أمر محمد وآله جعل الله تعالى همة أملاك الجنان في بناء قصوره ودوره يستعمل بكل حرف من حروف حججه على أعداء الله أكثر من عدد أهل الدنيا أملاكا قوة كل واحد يفضل عن حمل السماوات والأرضين فكم من بناء وكم من نعمة وكم من قصور لا يعرف قدرها إلا رب العالمين.
وقال أبو محمد عليهالسلام قال علي بن موسى الرضا عليهماالسلام أفضل ما يقدمه العالم من محبينا وموالينا أمامه ليوم فقره وفاقته وذله ومسكنته أن يغيث في الدنيا مسكينا من محبينا من يد ناصب عدو لله ولرسوله يقوم من قبره والملائكة صفوف من شفير قبره إلى موضع محله من جنان الله فيحملونه على أجنحتهم يقولون له مرحبا طوباك (٢) يا دافع الكلاب عن الأبرار ويا أيها المتعصب للأئمة الأخيار.
وقال أبو محمد لبعض تلامذته لما اجتمع إليه قوم من مواليه والمحبين لآل محمد رسول الله بحضرته وقالوا يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله إن لنا جارا من النصاب يؤذينا ويحتج علينا في تفضيل الأول والثاني والثالث على أمير المؤمنين عليهالسلام ويورد علينا حججا لا ندري كيف الجواب عنها والخروج منها مر بهؤلاء إذا كانوا مجتمعين يتكلمون فتستمع عليهم فيستدعون منك الكلام فتكلم وأفحم صاحبهم واكسر عربه (٣) وفل حده (٤) ولا تبق له باقية فذهب الرجل وحضر الموضع وحضروا وكلم الرجل فأفحمه وصيره لا يدري في السماء هو أو في الأرض.
قالوا ووقع علينا من الفرح والسرور ما لا يعلمه إلا الله تعالى وعلى الرجل والمتعصبين له من الغم والحزن ـ
__________________
(١) عوارهم : عيوبهم.
(٢) طوباك : طوبى لك ، وطوبى اسم للجنة ، وقيل شجارة فيها.
(٣) عربه : حدته ، وفي بعض النسخ « عرنينه » وهو أول الأنف تحت مجتمع الحاجبين.
(٤) فل حده : مثل حد سيفه ، وهو كناية عن كسر الشوكة.