ولا مجاورة يحيط علما بها (١) ولا يخلق [ يخلو ] شيء من تدبيره تعالى وإني مخبرك بما جاء في كتاب من كتبكم يصدق ما ذكرته لك فإن عرفته أتؤمن به؟ قال اليهودي نعم قال :
ألستم تجدون في بعض كتبكم أن موسى بن عمران كان ذات يوم جالسا إذ جاءه ملك من المشرق فقال له من أين جئت ـ؟ قال من عند الله وجاءه ملك آخر من المغرب فقال له من أين جئت؟ فقال من عند الله ثم جاءه ملك فقال من أين جئت فقال قد جئتكم من السماء السابعة من عند الله عز وجل وجاء ملك آخر قال قد جئتك من الأرض السابعة السفلى من عند الله عز وجل.
فقال موسى عليهالسلام سبحان من لا يخلو منه مكان ولا يكون إلى مكان أقرب من مكان.
فقال اليهودي أشهد أن هذا هو الحق المبين ـ وأنك أحق بمقام نبيك ممن استولى عليه
وروى الشعبي أنه سمع أمير المؤمنين عليهالسلام رجلا يقول والذي احتجب بسبع طباق فعلاه بالدرة ثم قال له:
يا ويلك إن الله أجل من أن يحتجب عن شيء أو يحتجب عنه شيء سبحان الذي لا يحويه مكان ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء!
فقال الرجل فأكفر عن يميني يا أمير المؤمنين؟
قال لم تحلف بالله فيلزمك كفارة فإنما حلفت بغيره
وعن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام قال جاء حبر من الأحبار إلى أمير المؤمنين عليهالسلام فقال يا أمير المؤمنين متى كان ربك؟
فقال له ثكلتك أمك ومتى لم يكن حتى يقال متى كان كان ربي قبل القبل بلا قبل وبعد البعد بلا بعد ولا غاية ولا منتهى لغايته انقطعت الغايات عنده فهو منتهى كل غاية.
فقال يا أمير المؤمنين أفنبي أنت؟
فقال ويلك إنما أنا عبد من عبيد محمد
روي عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عليهمالسلام عن الحسين بن علي عليهالسلام قال إن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم كان قد قرأ التوراة والإنجيل والزبور وصحف الأنبياء عليهمالسلام وعرف دلائلهم جاء إلى مجلس فيه أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله وفيهم علي بن أبي طالب وابن عباس وابن مسعود وأبو سعيد الجهني.
__________________
(١) وفي بعض النسخ : « بما فيها ».