سوى من يطيف به من الإماء ما رفعت له مائدة قط وعليها طعام ولا أكل خبز بر قط ولا شبع من خبز شعير ثلاث ليال متواليات قط توفي رسول الله صلىاللهعليهوآله ودرعه مرهونة عند يهودي بأربعة دراهم ما ترك صفراء ولا بيضاء مع ما وطئ له من البلاد (١) ومكن له من غنائم العباد ـ ولقد كان يقسم في اليوم الواحد الثلاثمائة ألف وأربعمائة ألف ويأتيه السائل بالعشي فيقول والذي بعث محمدا بالحق ما أمسى في آل محمد صاع من شعير ولا صاع من بر ولا درهم ولا دينار.
قال له اليهودي فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأشهد أنه ما أعطى الله نبيا درجة ولا مرسلا فضيلة إلا وقد جمعها لمحمد صلىاللهعليهوآله وزاد محمدا على الأنبياء أضعاف ذلك درجات.
فقال ابن عباس لعلي بن أبي طالب عليهالسلام أشهد يا أبا الحسن أنك من الراسخين في العلم.
فقال ويحك وما لي لا أقول ما قلت في نفس من استعظمه الله عز وجل في عظمته فقال ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (٢).
عن صالح بن عقبة (٤) عن الصادق عليهالسلام قال : لما هلك أبو بكر واستخلف عمر خرج عمر إلى المسجد فقعد فدخل عليه رجل فقال يا أمير المؤمنين إني رجل من اليهود وأنا علامتهم وقد أردت أن أسألك عن مسائل إن أخبرتني بها أسلمت قال وما هي؟ قال ثلاث وثلاث وواحدة فإن شئت سألتك وإن كان في القوم أحد أعلم منك فأرشدني قال عليك بذاك الشاب يعني علي بن أبي طالب (ع).
فأتى عليا عليهالسلام فسأل فقال له قلت ثلاثا وثلاثا وواحدة ألا قلت سبعا قال إني إذا لجاهل إن لم تجبني في الثلاث اكتفيت قال فإن أجبتك تسلم؟ قال نعم ـ قال سل قال أسألك عن أول حجر وضع على وجه الأرض وأول عين نبعت وأول شجرة نبتت؟
قال يا يهودي أنتم تقولون أول حجر وضع على وجه الأرض الحجر الذي في بيت المقدس وكذبتم هو الحجر الأسود الذي نزل مع آدم عليهالسلام من الجنة.
__________________
(١) وطئ له : مهد وذلل ويسر.
(٢) القلم ـ ٤.
(٣) في ج ٤ من بحار الأنوار ص ٩٤ عن عيون أخبار الرضا والخصال للصدوق : أبي عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن الحكم ابن مسكين الثقفي عن صالح بن عقبة عن جعفر بن محمد (صلىاللهعليهوآله) قال لما هلك أبو بكر ... الخ ثم قال : قال الصدوق في الخصال وقد أخرجت هذا الحديث من طرق في كتاب : « الأوائل » ، أيضا عن كمال الدين وتمام النعمة : أبي وابن الوليد معا عن سعد مثله.
(٤) صالح بن عقبة بن قيس بن سمعان مولى رسول الله صلىاللهعليهوآله عده الشيخ في أصحاب الصادق والكاظم عليهماالسلام وذكره العلامة في القسم الثاني من الخلاصة.