ينجو في هذه من دخلها أنا رهين بذلك قسما حقا ( وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ) والويل لمن تخلف ثم الويل لمن تخلف.
أما بلغكم ما قال فيكم نبيكم حيث يقول في حجة الوداع إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا ـ كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما ألا ( هذا عَذْبٌ فُراتٌ* ) فاشربوا منه ( وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ* ) فاجتنبوا
وروي عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنه قال لرأس اليهود على كم افترقتم؟ فقال على كذا وكذا فرقة.
فقال علي عليهالسلام كذبت ثم أقبل على الناس فقال والله لو ثنيت لي الوسادة لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وبين أهل الزبور بزبورهم وبين أهل القرآن بقرآنهم.
افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة سبعون منها في النار وواحدة ناجية في الجنة وهي التي اتبعت يوشع بن نون وصي موسى عليهالسلام.
وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة إحدى وسبعون فرقة في النار وواحدة بالجنة وهي التي اتبعت شمعون الصفا وصي عيسى عليهالسلام.
وتفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة اثنتان وسبعون فرقة في النار وواحدة في الجنة وهي التي اتبعت وصي محمد صلىاللهعليهوآله وضرب بيده على صدره ثم قال:
ثلاث عشرة فرقة من الثلاث وسبعين فرقة كلها تنتحل مودتي وحبي واحدة منها في الجنة وهي النمط الأوسط واثنتا عشرة في النار
عن مسعدة بن صدقة (١) عن جعفر بن محمد عليهالسلام قال خطب أمير المؤمنين عليهالسلام فقال :
سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول كيف أنتم إذا لبستم الفتنة ينشأ فيها الوليد ويهرم فيها الكبير ويجري الناس عليها حتى يتخذونها سنة فإذا غير منها شيء قيل أتى الناس بمنكر غيرت السنة ثم تشتد البلية وتنشأ فيها الذرية وتدقهم الفتن كما تدق النار الحطب وكما تدق الرحى بثقالها يتفقه الناس لغير الدين ويتعلمون لغير العمل ويطلبون الدنيا بعمل الآخرة.
ثم أقبل أمير المؤمنين عليهالسلام ومعه ناس من أهل بيته وخاص من شيعته فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلىاللهعليهوآله ثم قال:
لقد عمل الولاة قبلي بأمور عظيمة خالفوا فيها رسول الله متعمدين لذلك ولو حملت الناس على تركها وحولتها إلى مواضعها التي كانت عليها على عهد رسول الله لتفرق عني جندي حتى أبقى وحدي
__________________
(١) مسعدة بن صدقة : عده الشيخ الطوسي رحمهالله تعالى من أصحاب الباقر والصادق عليهماالسلام ، وذكره العلامة في القسم الثاني من خلاصته ص ٢٦٠ فقال : مسعدة بن صدقة : قال الشيخ رحمهالله : إنه عامي ، وقال الكشي إنه بتري.