عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري (١) عن أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهالسلام قال :
أقبل أمير المؤمنين ذات يوم ومعه الحسن بن علي عليهالسلام وسلمان الفارسي ره وأمير المؤمنين عليهالسلام متكئ على يد سلمان فدخل المسجد الحرام فجلس فأقبل رجل حسن الهيئة واللباس فسلم على أمير المؤمنين عليهالسلام فرد عليه السلام فجلس ثم قال :
يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث مسائل إن أخبرتني بهن علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما أفضى إليهم أنهم ليسوا بمأمونين في دنياهم ولا في آخرتهم وإن يكن الأخرى علمت أنك وهم شرع سواء.
فقال أمير المؤمنين عليهالسلام سلني عما بدا لك.
فقال أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه؟ وعن الرجل كيف يذكر وينسى؟ وعن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام والأخوال؟
فالتفت أمير المؤمنين عليهالسلام إلى أبي محمد الحسن بن علي عليهالسلام فقال يا أبا محمد أجبه فقال عليهالسلام :
أما ما سألت عنه من أمر الإنسان إذا نام أين تذهب روحه فإن روحه متعلقة بالريح والريح متعلقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة فإن أذن الله برد تلك الروح على صاحبها جذبت تلك الروح الريح وجذبت تلك الريح الهواء فرجعت فسكنت في بدن صاحبها وإن لم يأذن الله عز وجل برد تلك الروح على صاحبها جذبت الهواء الريح فجذبت الريح الروح فلم ترد على صاحبها إلى وقت ما يبعث.
وأما ما ذكرت من أمر الذكر والنسيان ـ فإن قلب الرجل في حق وعلى الحق طبق فإن صلى
__________________
(١) أبو هاشم الجعفري : داود بن القاسم بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم البغدادي :
وكان ثقة ، جليل القدر ، عظيم المنزلة عند الأئمة عليهمالسلام ، وقد شاهد منهم : الرضا والجواد والهادي والعسكري وصاحب الأمر صلوات الله عليهم أجمعين ، وكان منقطعا إليهم ، وقد روى عنهم كلهم ، وله أخبار ومسائل ، وله شعر جيد فيهم (عليهالسلام) منه قوله في أبي الحسن الهادي (عليهالسلام) وقد اعتل :
مادت الأرض بي وأدت فؤادي |
|
واعترتني موارد العرواء |
حين قيل الامام نضو عليل |
|
قلت نفسي فدته كل الفداء |
مرض الدين لاعتلالك واعتل |
|
وغارت له نجوم السماء |
عجبا أن منيت بالداء والسقم |
|
وأنت الامام حسم الداء |
أنت آسي الأدواء في الدين |
|
والدنيا ومحيي الأموات والأحياء |
وكان مقدما عند السلطان ، وكان ورعا زاهدا ناسكا عالما عاملا ، ولم يكن أحد في آل أبي طالب (عليهالسلام) مثله في زمانه في علو النسب ، وذكر السيد ابن طاوس رحمهالله : أنه من وكلاء الناحية الذين لا تختلف الشيعة فيهم ، توفي في ج ١ سنة (٢٦١) عن الكنى والألقاب للقمي ج ١