ثم أنشدكم بالله هل تعلمون أن أبا سفيان دخل على عثمان حين بويع في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال :
يا ابن أخي هل علينا من عين؟
فقال لا.
فقال أبو سفيان تداولوا الخلافة يا فتيان بني أمية فو الذي نفس أبي سفيان بيده ما من جنة ولا نار؟
وأنشدكم بالله أتعلمون أن أبا سفيان أخذ بيد الحسين حين بويع عثمان وقال يا ابن أخي اخرج معي إلى بقيع الغرقد فخرج حتى إذا توسط القبور اجتره فصاح بأعلى صوته.
يا أهل القبور الذي كنتم تقاتلونا عليه صار بأيدينا وأنتم رميم.
فقال الحسين بن علي عليهالسلام قبح الله شيبتك وقبح وجهك ـ ثم نتر يده وتركه فلو لا النعمان بن بشير أخذ بيده ورده إلى المدينة لهلك.
فهذا لك يا معاوية فهل تستطيع أن ترد علينا شيئا ومن لعنتك يا معاوية أن أباك أبا سفيان كان يهم أن يسلم فبعثت إليه بشعر معروف مروي في قريش وغيرهم تنهاه عن الإسلام وتصده.
ومنها أن عمر بن الخطاب ولاك الشام فخنت به وولاك عثمان فتربصت به ريب المنون ثم أعظم من ذلك جرأتك على الله ورسوله أنك قاتلت عليا عليهالسلام وقد عرفته وعرفت سوابقه وفضله وعلمه على أمر هو أولى به منك ـ ومن غيرك عند الله وعند الناس ولآذيته بل أوطأت الناس عشوة وأرقت دماء خلق من خلق الله بخدعك وكيدك وتمويهك فعل من لا يؤمن بالمعاد ولا يخشى العقاب فلما بلغ الكتاب أجله صرت إلى شر مثوى وعلي إلى خير منقلب والله لك بالمرصاد.
فهذا لك يا معاوية خاصة وما أمسكت عنه من مساويك وعيوبك فقد كرهت به التطويل.
وأما أنت يا عمرو بن عثمان فلم تكن للجواب حقيقا بحمقك أن تتبع هذه الأمور فإنما مثلك مثل البعوضة ـ إذ قالت للنخلة استمسكي فإني أريد أن أنزل عنك فقالت لها النخلة ما شعرت بوقوعك فكيف يشق علي نزولك وإني والله ما شعرت أنك تجسر أن تعادي لي فيشق علي ذلك وإني لمجيبك في الذي قلت إن سبك عليا عليهالسلام أينقص في حسبه أو يباعده من رسول الله أو يسوء بلاءه في الإسلام أو بجور في حكم أو رغبة في الدنيا فإن قلت واحدة منها فقد كذبت.
وأما قولك إن لكم فينا تسعة عشر دما بقتلى مشركي بني أمية ببدر فإن الله ورسوله قتلهم ولعمري لتقتلن من بني هاشم تسعة عشر وثلاثة بعد تسعة عشر ثم يقتل من بني أمية تسعة عشر وتسعة عشر في موطن واحد سوى ما قتل من بني أمية لا يحصي عددهم إلا الله وإن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال إذا بلغ ولد الوزغ ثلاثين رجلا أخذوا مال الله بينهم دولا وعباده خولا وكتابه دغلا ـ فإذا بلغوا ثلاثمائة وعشرا حقت اللعنة عليهم ولهم فإذا بلغوا أربعمائة وخمسة وسبعين كان هلاكهم أسرع من لوك تمرة ـ