علج من أهل صفورية اسمه ذكوان وأما زعمك أنا قتلنا عثمان فو الله ما استطاع طلحة والزبير وعائشة أن يقولوا ذلك لعلي بن أبي طالب فكيف تقوله أنت ولو سألت أمك من أبوك؟ إذ تركت ذكوان فألصقتك بعقبة بن أبي معيط اكتسبت بذلك عند نفسها سناء ورفعة ومع ما أعد الله لك ولأبيك ولأمك من العار والخزي في الدنيا والآخرة ـ وما الله بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ.
ثم أنت يا وليد والله أكبر في الميلاد ممن تدعى له فكيف تسب عليا ولو اشتغلت بنفسك لتثبت نسبك إلى أبيك لا إلى من تدعى له ولقد قالت لك أمك يا بني أبوك والله ألأم وأخبث من عقبة.
وأما أنت يا عتبة بن أبي سفيان فو الله ما أنت بحصيف فأجاوبك ولا عاقل فأعاقبك وما عندك خير يرجى وما كنت ولو سببت عليا لأعير به عليك لأنك عندي لست بكفؤ لعبد علي بن أبي طالب فأرد عليك وأعاتبك ولكن الله عز وجل لك ولأبيك وأمك وأخيك لبالمرصاد ـ فأنت ذرية آبائك الذين ذكرهم الله في القرآن فقال ( عامِلَةٌ ناصِبَةٌ. تَصْلى ناراً حامِيَةً. تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ ) إلى قوله ( مِنْ جُوعٍ ) (١).
وأما وعيدك إياي أن تقتلني فهلا قتلت الذي وجدته على فراشك مع حليلتك وقد غلبك على فرجها وشركك في ولدها حتى ألصق بك ولدا ليس لك ويلا لك لو شغلت نفسك بطلب ثأرك منه كنت جديرا ولذلك حريا إذ تسومني القتل وتوعدني به ولا ألومك أن تسب عليا وقد قتل أخاك مبارزة واشترك هو وحمزة بن عبد المطلب في قتل جدك حتى أصلاهما الله على أيديهما نار جهنم ـ وأذاقهما العذاب الأليم ونفى عمك بأمر رسول الله.
وأما رجائي الخلافة فلعمر الله إن رجوتها فإن لي فيها لملتمسا وما أنت بنظير أخيك ولا بخليفة أبيك لأن أخاك أكثر تمردا على الله وأشد طلبا لإهراقه دماء المسلمين وطلب ما ليس له بأهل يخادع الناس ويمكرهم وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ.
وأما قولك إن عليا كان شر قريش لقريش فو الله ما حقر مرحوما ولا قتل مظلوما.
وأما أنت يا مغيرة بن شعبة فإنك لله عدو ولكتابه نابذ ولنبيه مكذب وأنت الزاني وقد وجب عليك الرجم وشهد عليك العدول البررة الأتقياء فأخر رجمك ـ ودفع الحق بالأباطيل والصدق بالأغاليط (٢) وذلك لما أعد الله لك من العذاب الأليم والخزي في الحياة الدنيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ
__________________
(١) الغاشية ـ ٣ ـ ٦.
(٢) اشار الإمام (عليهالسلام) في كلامه هذا الى ما نشر وفاضت به السير والتواريخ صراحة او تلميحا ، من ان المغيرة بن شعبة زنا بام جميل حين كان واليا على البصرة من قبل عمر بن الخطاب ، وكتبوا بذلك إلى الخليفة ، فكتب إليه وإلى الشهود جميعا ان يحضروا عنده ، فلما قدموا صفهم ، ودعا أبا بكرة ، فأثبت الشهادة وقال : انه رآه يدخل كما يدخل الميل في المكحلة و ( قال ) : لكأني انظر إلى اثره الجدري بفخذ المرأة ، ثم دعا نافعا وشبل بن معبد فشهدا بمثل ما شهد به أبو بكرة ثم دعا زيادا وهو الشاهد الرابع وقال له : « اني لأرى وجه رجل ما كان الله يخزي رجلا من المهاجرين بشهادته » أو قال : « أما اني أرى رجلا أرجو ان لا يرجم رجل من أصحاب رسول الله على يده ولا يخزى بشهادته » يوحي بذلك إلى زياد بالعدول عن الشهادة ليدرأ الحد عن المغيرة ، فقال شبل بن معبد ثالث الشهود : أفتجلد شهود ـ