بالقياس ولا يدرك بالحواس موصوف بالآيات معروف بالدلالات لا يجور في حكمه ذلك الله لا إله إلا هو.
قال فخرج الرجل وهو يقول : اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ.
وروى محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليهالسلام قال : في صفة القديم إنه واحد صمد أحدي المعنى ليس بمعان كثيرة مختلفة.
قال قلت جعلت فداك إنه يزعم قوم من أهل العراق أنه يسمع بغير الذي يبصر ويبصر بغير الذي يسمع.
قال فقال كذبوا وألحدوا وشبهوا الله تعالى إنه سميع بصير يسمع بما به يبصر ويبصر بما به يسمع.
قال فقلت يزعمون أنه بصير على ما يعقله.
قال فقال تعالى الله إنما يعقل من كان بصفة المخلوق وليس الله كذلك.
وروى بعض أصحابنا أن عمرو بن عبيد دخل على الباقر عليهالسلام فقال له جعلت فداك قول الله ( وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى ) ما ذلك الغضب؟
قال العذاب يا عمرو وإنما يغضب المخلوق الذي يأتيه الشيء فيستفزه ويغيره عن الحال التي هو بها إلى غيرها فمن زعم أن الله يغيره الغضب والرضا ويزول عن هذا فقد وصفه بصفة المخلوق.
وعن أبي الجارود (١) قال قال أبو جعفر عليهالسلام إذا حدثتكم بشيء فاسألوني من كتاب الله ثم قال في بعض حديثه إن النبي صلىاللهعليهوآله نهى عن القيل والقال وفساد المال وكثرة السؤال.
فقيل له يا ابن رسول الله أين هذا من كتاب الله عز وجل؟
قال قوله : ( لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِياماً ) وقال : ( لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ).
__________________
(١) أبو الجارود : في ج ١ ص ٣١ من الكنى والألقاب للشيخ القمي « زياد بن المنذر قال شيخنا صاحب المستدرك في ترجمته في الخاتمة : وأما أبو الجارود فالكلام فيه طويل ، والذي يقتضيه النظر بعد التأمل فيما ورد فيما قالوا فيه ، أنه كان ثقة في النقل مقبول الرواية ، معتمدا في الحديث ، إماميا في أوله وزيديا في آخره ، ثم أطال الكلام في حاله إلى أن قال : وفي تقريب ابن حجر : « زياد بن المنذر أبو الجارود الأعمى الكوفي رافضي كذبه يحيى بن معين من السابعة ، مات بعد الخمسين أي : بعد المائة و ( قال : ) وعن دعوات الراوندي عن أبي الجارود قال : قلت لأبي جعفر « عليهالسلام » : إني امرؤ ضرير البصر كبير السن ، والشقة فيما بيني وبينكم بعيدة ، وأنا أريد أمرا أدين الله به ، وأحتج به وأتمسك به ، وابلغه من خلفت ، قال : فأعجب بقولي فاستوى جالسا فقال : كيف قلت يا أبا الجارود؟ رد علي ، قال : فرددت عليه ، فقال : نعم يا أبا الجارود ، شهادة أن لا إله الا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله « صلىاللهعليهوآله » وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، وصوم شهر رمضان ، وحج البيت ، وولاية ولينا ، وعداوة عدونا والتسليم لأمرنا ، وانتظار قائمنا ، والورع ، والاجتهاد.