وروى حمران بن أعين (١) قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله عز وجل : ( وَرُوحٌ مِنْهُ ) قال هي مخلوقة خلقها الله بحكمته في آدم وفي عيسى عليهالسلام.
محمد بن مسلم قال : سألت أبا جعفر عن قول الله عز وجل ( وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ) كيف هذا النفخ؟
فقال إن الروح متحرك كالريح إنما سمي روحا لأنه اشتق اسمه من الريح وإنما أخرجه عن لفظة الريح لأن الروح متجانس للريح وإنما أضافه إلى نفسه لأنه اصطفاه على سائر الأرواح كما اصطفى بيتا من البيوت وقال ( بَيْتِيَ ) وقال لرسول من الرسل خليلي وأشباه ذلك مخلوق مصنوع مربوب مدبر.
وعن محمد بن مسلم أيضا قال سألت أبا جعفر عليهالسلام عما روي أن الله خلق آدم على صورته؟
فقال هي صورة محدثة مخلوقة اصطفاها الله واختارها على أساس الصور المختلفة فأضافها إلى نفسه كما أضاف الكعبة إلى نفسه والروح فقال ( بَيْتِيَ ) وقال ( وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ).
وعن عبد الرحمن بن عبد الزهري قال : حج هشام بن عبد الملك فدخل المسجد الحرام متكئا على يد سالم مولاه ومحمد بن علي بن الحسين جالس فقال له سالم.
يا أمير المؤمنين هذا محمد بن علي بن الحسين عليهالسلام.
فقال له هشام المفتون به أهل العراق قال نعم.
قال اذهب إليه فقل له يقول لك أمير المؤمنين ما الذي يأكل الناس ويشربون إلى أن يفصل بينهم يوم القيامة؟
فقال أبو جعفر عليهالسلام يحشر الناس على مثل قرصة البر النقي فيها أنهار متفجرة يأكلون ويشربون حتى يفرغ من الحساب.
__________________
(١) قال السيد بحر العلوم في رجاله ج ١ ص ٢٢٢ : « آل أيمن أكبر بيت في الكوفة من شيعة أهل البيت عليهمالسلام ، وأعظمهم شأنا ، وأكثرهم رجالا وأعيانا وأطولهم مدة وزمانا ، أدرك أوائلهم السجاد والباقر والصادق عليهمالسلام ، وبقي أواخرهم إلى أوائل الغيبة الكبرى ، وكان فيهم العلماء والفقهاء ، والقراء والأدباء ، ورواة الحديث ، ثم ذكر أن من مشاهيرهم حمران إلى أن قال :
قال أبو غالب رحمهالله : « إنا أهل البيت أكرمنا الله جل وعز بدينه ، واختصنا بصحبة أوليائه وحججه ، من أول ما نشأنا إلى وقت الفتنة التي امتحنت بها الشيعة ، فلقي عمنا ( حمران ) سيدنا وسيد العابدين علي بن الحسين « عليهالسلام ».
و ( قال ) : وكان حمران من أكابر مشايخ الشيعة المفضلين الذين لا يشك فيهم.
وكان أحد حملة القرآن ، ومن يعد ويذكر اسمه في كتب القراء.
وروي أنه قرأ على أبي جعفر محمد بن علي « عليهالسلام » وكان ـ مع ذلك ـ عالما بالنحو واللغة ، ولقي ( حمران ـ وجدانا : زرارة ، وبكير ) أبا جعفر محمد بن علي وأبا عبد الله جعفر بن محمد عليهمالسلام إلخ ... وقال السيد أيضا ص ٢٥٥ وقد جاء في مدح حمران بن أعين وجلالته وعظم محله ، اخبار كادت تبلغ التواتر.