فقال له أبو عبد الله عليهالسلام بل آمنت بالله الساعة إن الإسلام قبل الإيمان وعليه يتوارثون ويتناكحون والإيمان عليه يثابون قال صدقت فأنا الساعة أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأنك وصي الأنبياء.
قال فأقبل أبو عبد الله عليهالسلام على حمران فقال يا حمران تجري الكلام على الأثر فتصيب فالتفت إلى هشام بن سالم فقال تريد الأثر ولا تعرف ثم التفت إلى الأحول فقال قياس رواغ تكسر باطلا بباطل إلا أن باطلك أظهر ثم التفت إلى قيس الماصر فقال تكلم وأقرب ما يكون من الخبر عن الرسول صلىاللهعليهوآله أبعد ما تكون منه تمزج الحق بالباطل وقليل الحق يكفي من كثير الباطل أنت والأحول قفازان حاذقان.
قال يونس بن يعقوب فظننت والله أنه يقول لهشام قريبا مما قال لهما فقال يا هشام لا تكاد تقع تلوي رجليك إذ هممت بالأرض طرت مثلك فليكلم الناس اتق الزلة والشفاعة من ورائك.
وعن يونس بن يعقوب قال كان عند أبي عبد الله عليهالسلام جماعة من أصحابه فيهم حمران بن أعين ومؤمن الطاق وهشام بن سالم والطيار وجماعة من أصحابه فيهم هشام بن الحكم وهو شاب فقال أبو عبد الله يا هشام قال لبيك يا ابن رسول الله!
قال ألا تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد وكيف سألته؟ قال هشام جعلت فداك يا ابن رسول الله إني أجلك وأستحييك ولا يعمل لساني بين يديك.
فقال أبو عبد الله عليهالسلام إذا أمرتكم بشيء فافعلوه!
قال هشام بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد وجلوسه في مسجد البصرة وعظم ذلك علي فخرجت إليه ودخلت البصرة يوم الجمعة وأتيت مسجد البصرة فإذا أنا بحلقة كبيرة وإذا بعمرو بن عبيد عليه شملة سوداء مؤتزر بها من صوف وشملة مرتد بها والناس يسألونه فاستفرجت الناس فأفرجوا لي ثم قعدت في آخر القوم على ركبتي ثم قلت:
أيها العالم أنا رجل غريب ـ أتأذن لي فأسألك عن مسألة؟ قال اسأل قلت له ألك عين؟ قال يا بني أي شيء هذا من السؤال إذا كيف تسأل عنه؟ فقلت هذا مسألتي فقال يا بني سل وإن كانت مسألتك حمقى قلت أجبني فيها قال فقال لي سل فقلت ألك عين؟ قال نعم.
قال قلت فما تصنع بها قال أرى بها الألوان والأشخاص قال قلت ألك أنف؟ قال نعم.
قال قلت فما تصنع به؟ قال أشم به الرائحة.
قال قلت ألك لسان؟ قال نعم ـ قلت فما تصنع به قال أتكلم به.