وعن عبد الله بن الفضل الهاشمي (١) قال سمعت الصادق عليهالسلام يقول : إن لصاحب هذا الأمر غيبة لا بد منها يرتاب فيها كل مبطل قلت له ولم جعلت فداك؟
قال الأمر لا يؤذن لي في كشفه لكم قلت فما وجه الحكمة في غيبته؟
قال وجه الحكمة في غيبته ـ وجه الحكمة في غيبات من تقدمه من حجج الله تعالى ذكره إن وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلا بعد ظهوره كما لم ينكشف وجه الحكمة لما أتاه الخضر من خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار لموسى عليهالسلام إلى وقت افتراقهما يا ابن الفضل إن هذا الأمر أمر من الله وسر من سر الله وغيب من غيب الله ومتى علمنا أنه عز وجل حكيم صدقنا بأن أفعاله كلها حكمة وإن كان وجهها غير منكشف.
وعن علي بن الحكم (٢) عن أبان قال : أخبرني الأحول أبو جعفر محمد بن النعمان الملقب بمؤمن الطاق أن زيد بن علي بن الحسين بعث إليه وهو مختف قال فأتيته فقال لي يا أبا جعفر ما تقول إن طرقك طارق منا أتخرج معه؟
قال قلت له إن كان أبوك أو أخوك خرجت معه.
قال فقال لي فأنا أريد أن أخرج وأجاهد هؤلاء القوم فاخرج معي قال قلت لا أفعل جعلت فداك!
قال فقال لي أترغب بنفسك عني؟ قال فقلت له إنما هي نفس واحدة فإن كان لله تعالى في الأرض حجة فالمتخلف عنك ناج والخارج معك هالك وإن لم يكن لله في الأرض حجة فالمتخلف عنك والخارج معك سواء.
قال فقال لي يا أبا جعفر كنت أجلس مع أبي على الخوان فيلقمني اللقمة السمينة ويبرد لي اللقمة الحارة حتى تبرد شفقة علي ولم يشفق علي من حر النار إذ أخبرك بالدين ولم يخبرني به؟
قال قلت له من شفقته عليك من حر النار لم يخبرك خاف عليك أن لا تقبله فتدخل النار وأخبرني فإن قبلته نجوت وإن لم أقبل لم يبال أن أدخل النار ثم قلت له :
جعلت فداك أنتم أفضل أم الأنبياء؟ قال بل الأنبياء.
قلت يقول يعقوب ليوسف ( يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً ) (٣) لم لم يخبرهم حتى كانوا لا يكيدونه ولكن كتمه وكذا أبوك كتمك لأنه خاف عليك
__________________
(١) عده الشيخ الطوسي في أصحاب الصادق عليهالسلام ص ٢٢٢ من رجاله.
(٢) علي بن الحكم من أهل الأنبار. قال الكشي : عن حمدويه عن محمد بن عيسى أن علي بن الحكم هو ابن اخت داود بن النعمان بياع الأنماط وهو نسيب بني الزبير الصيارفة ، وعلي بن الحكم تلميذ ابن أبي عمير ، ولقي من أصحاب أبي عبد الله الكثير وهو مثل ابن فضال وابن بكير.
(٣) يوسف ـ ٥.