ولهذا الأمر قال محمد بن أبي بكر في خبر عجيب شعرا (١) :
تجملت تبغلت وإن عشت تفيلت |
|
لك التسع من الثمن وبالكل تملكت |
وعن أحمد بن عبد الله البرقي (٢) عن أبيه (٣) عن شريك بن عبد الله (٤) عن الأعمش قال اجتمعت الشيعة والمحكمة عند أبي نعيم النخعي بالكوفة (٥) وأبو جعفر محمد بن النعمان مؤمن الطاق حاضر فقال ابن أبي حذرة :
أنا أقرر معكم أيتها الشيعة أن أبا بكر أفضل من علي ومن جميع أصحاب النبي بأربع خصال لا يقدر على دفعها أحد من الناس هو ثان مع رسول الله في بيته مدفون وهو ثاني اثنين معه في الغار ـ وهو ثاني اثنين صلى بالناس آخر صلاة قبض بعده رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ وهو ثاني اثنين الصديق من هذه الأمة.
قال أبو جعفر مؤمن الطاق رحمة الله عليه يا ابن أبي حذرة وأنا أقرر معك أن عليا أفضل من أبي بكر وجميع أصحاب النبي صلىاللهعليهوآله من ثلاث جهات من القرآن وصفا ومن خبر الرسول نصا ومن حجة العقل اعتبارا ووقع الاتفاق على إبراهيم النخعي وعلى أبي إسحاق السبيعي وعلى سليمان بن مهران الأعمش.
__________________
(١) تجملت في حرب البصرة ، اي ركبت الجمل وخرجت لحرب علي عليهالسلام وتبغلت حين جاءوا بجنازة الامام الحسن المجتبى عليهالسلام لزيارة قبر جده فخرجت راكبة على بغلة يقودها مروان وهي تنادي : لا تدخلوا بيتي من لا أحب ، وقال مروان : أيدفن عثمان في أقصى المدينة ويدفن الحسن مع جده رسول الله ، لا كان ذلك أبدا والبيت لابن عباس خاطبها به ذلك اليوم وليس لمحمد بن أبي بكر. بل إن محمدا لم يدرك ذلك اليوم وقتل في عهد أمير المؤمنين وقد مرت ترجمته ، ولا اعرف موضع البيت هنا.
(٢) قال السيد الأمين العاملي رحمهالله في أعيان الشيعة ج ٩ ص ٤ : « أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، في طريق الصدوق إلى محمد بن مسلم ، والظاهر أنه من مشايخ الاجازة ، وربما احتمل أن يكون ابن بنت البرقي ونسب إلى جده والله أعلم ».
(٣) لم أعثر له على ترجمة فيما عندي من كتب الرجال.
(٤) شريك بن عبد الله بن سنان بن أنس النخعي الكوفي ، ذكره ابن قتيبة والذهبي في رجال الشيعة ، وكان ممن روى النص على أمير المؤمنين علي عليهالسلام كما في الميزان للذهبي ومن تتبع سيرته علم أنه كان يوالي أهل البيت عليهمالسلام وقد روى عن أوليائهم علما جما ، قال ابنه عبد الرحمن : كان عند أبي عشرة آلاف مسألة عن جابر الجعفي ، وعشرة آلاف غرائب. وقال عبد الله بن المبارك : شريك أعلم بحديث الكوفيين من سفيان ، وكان عدوا لأعداء علي عليهالسلام ، سيئ القول فيهم ، ومع ذلك وصفه الذهبي بالحافظ الصادق أحد الأئمة ، ونقل عن ابن معين القول بأنه صدوق ثقة ، احتج به مسلم وأرباب السنن الأربعة. قال الذهبي : قد كان شريك من اوعية العلم حمل عنه إسحاق الأزرق تسعة آلاف حديث.
ولد بخراسان أو ببخارى سنة ٩٥ ومات بالكوفة مستهل « قع » سنة ١٧٧ أو ١٧٨.
عن الكنى والألقاب للقمي ج ٣ ص ٢٠٥.
(٥) قال في تهذيب التهذيب ج ١٢ ص ٢٥٨ : أبو نعيم النخعي الصغير. اسمه عبد الرحمن بن هاني الكوفي ، سبط إبراهيم النخعي تقدم.
وقال في ج ٦ : عبد الرحمن بن هاني بن سعيد الكوفي أبو نعيم النخعي الصغير ابن بنت إبراهيم النخعي روى عن مسعر والثوري وشريك وابن جريح وعمر بن ذر ... الخ