يكن بخير الناس والخيرية لا تقع إلا بنعوت منها العلم ومنها الجهاد ومنها سائر الفضائل وليست فيه.
ومن كانت بيعته فلتة يجب القتل على من فعل مثلها ـ كيف يقبل عهده إلى غيره وهذه صفته ثم يقول على المنبر إن لي شيطانا يعتريني فإذا مال بي فقوموني وإذا أخطأت فأرشدوني فليسوا أئمة إن صدقوا وإن كذبوا فما عند يحيى شيء في هذا.
فعجب المأمون من كلامه عليهالسلام وقال يا أبا الحسن ما في الأرض من يحسن هذا سواك!
وروي عنه عليهالسلام أنه قال : أفضل ما يقدمه العالم من محبينا وموالينا أمامه ليوم فقره وفاقته وذله ومسكنته أن يغيث في الدنيا مسكينا من محبينا من يد ناصب عدو لله ولرسوله ـ فيقوم من قبره والملائكة صفوف من شفير قبره إلى موضع محله من جنان الله فيحملوه على أجنحتهم ويقولون طوبى لك طوباك طوباك يا دافع الكلاب عن الأبرار ويا أيها المتعصب للأئمة الأخيار.
وبالإسناد الذي تكرر عن أبي محمد الحسن العسكري عليهالسلام قال دخل على أبي الحسن الرضا عليهالسلام رجل فقال يا ابن رسول الله لقد رأيت اليوم شيئا عجبت منه.
قال وما هو؟
قال رجل كان معنا يظهر لنا أنه من الموالين لآل محمد المتبرين من أعدائهم فرأيته اليوم وعليه ثياب قد خلعت عليه وهو ذا يطاف به بغداد وينادي المنادي بين يديه معاشر المسلمين اسمعوا توبة هذا الرجل الرافضي ثم يقول قل فقال خير الناس بعد رسول [ الله ] صلىاللهعليهوآله أبا بكر فإذا قال ذلك ضجوا وقالوا قد تاب وفضل أبا بكر على علي بن أبي طالب عليهالسلام.
فقال الرضا عليهالسلام إذا خلوت فأعد علي هذا الحديث فلما خلا أعاد عليه فقال له :
إنما لم أفسر لك معنى كلام الرجل بحضرة هذا الخلق المنكوس كراهة أن ينقل إليهم فيعرفوه ويؤذوه لم يقل الرجل خير الناس بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله أبو بكر فيكون قد فضل أبا بكر على علي عليهالسلام ولكن قال خير الناس بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله أبا بكر فجعله نداء لأبي بكر ليرضى من يمشي بين يديه من بعض هؤلاء الجهلة ليتوارى من شرورهم إن الله تعالى جعل هذه التورية مما رحم به شيعتنا.
وبهذا الإسناد عن أبي محمد العسكري عليهالسلام أنه قال : لما جعل المأمون إلى علي بن موسى الرضا عليهالسلام ولاية العهد دخل عليه آذنه فقال :
إن قوما بالباب يستأذنون عليك يقولون نحن من شيعة علي عليهالسلام.
فقال أنا مشغول فاصرفهم!
فصرفهم إلى أن جاءوا هكذا يقولون ويصرفهم شهرين ثم أيسوا من الوصول فقالوا قل لمولانا إنا شيعة أبيك علي بن أبي طالب عليهالسلام قد شمت بنا أعداؤنا في حجابك لنا ونحن ننصرف عن هذه الكرة ونهرب