وبالإسناد الذي تكرر عن أبي يعقوب وأبي الحسن أيضا أنهما قالا : حضرنا عند الحسن بن علي أبي القائم عليهالسلام فقال له بعض أصحابه جاءني رجل من إخواننا الشيعة قد امتحن بجهال العامة يمتحنونه في الإمامة ويحلفونه فكيف يصنع حتى يتخلص منهم؟
فقلت له كيف يقولون؟
قال يقولون أتقول إن فلانا هو الإمام بعد رسول الله ص؟ فلا بد لي أن أقول نعم وإلا أثخنوني ضربا فإذا قلت نعم قالوا لي قل والله فقلت لهم نعم وأريد به نعما من الأنعام الإبل والبقر والغنم.
قلت فإذا قالوا والله فقل ولى أي تريد عن أمر كذا فإنهم لا يميزون وقد سلمت.
فقال لي فإن حققوا علي؟ فقالوا قل والله وبين الهاء.
فقلت قل والله برفع الهاء فإنه لا يكون يمينا إذا لم يخفض فذهب ثم رجع إلي فقال عرضوا علي وحلفوني فقلت كما لقنتني؟
فقال له الحسن عليهالسلام أنت كما قال رسول الله صلىاللهعليهوآله الدال على الخير كفاعله لقد كتب الله لصاحبك بتقيته بعدد كل من استعمل التقية من شيعتنا وموالينا ومحبينا حسنة وبعدد من ترك التقية منهم حسنة أدناها حسنة لو قوبل بها ذنوب مائة سنة لغفرت ولك بإرشادك إياه مثل ما له.
وبالإسناد المتكرر ذكره عن الحسن العسكري عليهالسلام أنه قال : أعرف الناس بحقوق إخوانه وأشدهم قضاء لها أعظمهم عند الله شأنا ومن تواضع في الدنيا لإخوانه فهو عند الله من الصديقين ومن شيعة علي بن أبي طالب عليهالسلام حقا ولقد ورد على أمير المؤمنين عليهالسلام أخوان له مؤمنان أب وابن فقام إليهما وأكرمهما وأجلسهما في صدر مجلسه وجلس بين أيديهما ثم أمر بطعام فأحضر فأكلا منه ثم جاء قنبر بطست وإبريق خشب ومنديل لييبس وجاء ليصب على يد الرجل ماء فوثب أمير المؤمنين عليهالسلام فأخذ الإبريق ليصب على يد الرجل فتمرغ الرجل في التراب وقال :
يا أمير المؤمنين الله يراني وأنت تصب على يدي؟
قال اقعد واغسل يدك فإن الله عز وجل يراك وأخوك الذي لا يتميز منك ولا يتفضل عليك يخدمك يريد بذلك خدمة في الجنة مثل عشرة أضعاف عدد أهل الدنيا وعلى حسب ذلك في ممالكه فيها فقعد الرجل فقال له علي عليهالسلام أقسمت عليك بعظيم حقي الذي عرفته وبجلته وتواضعك لله بأن ندبني لما شرفك به من خدمتي لك لما غسلت مطمئنا كما كنت تغسل لو كان الصاب عليك قنبرا ففعل الرجل.
فلما فرغ ناول الإبريق محمد بن الحنفية وقال يا بني لو كان هذا الابن حضرني دون أبيه ـ لصببت على يده ولكن الله يأبى أن يسوى بين ابن وأبيه إذا جمعهما مكان لكن قد صب الأب على الأب