ارتد عن الإسلام وفارقه وألحد في دين الله وادعى ما كفر معه بالخالق جل وتعالى وافترى كذبا وزورا وقال بهتانا وإثما عظيما كذب العادلون بالله و ( ضَلُّوا ضَلالاً بَعِيداً ) وخسروا ( خُسْراناً مُبِيناً ).
وإنا برئنا إلى الله تعالى وإلى رسوله صلوات الله عليه وسلامه ورحمته وبركاته منه ولعناه عليه لعائن الله تترى في الظاهر منا والباطن والسر والجهر وفي كل وقت وعلى كل حال وعلى كل من شايعه وبلغه هذا القول منا فأقام على تولاه بعده.
أعلمهم تولاك الله أننا في التوقي والمحاذرة منه على مثل ما كنا عليه ممن تقدمه من نظرائه من السريعي والنميري والهلالي والبلالي وغيرهم وعادة الله جل ثناؤه مع ذلك قبله وبعده عندنا جميلة وبه نثق وإياه نستعين وهو حسبنا في كل أمورنا ( وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) (١).
__________________
(١) قال الشيخ الطوسي رحمهالله في كتاب الغيبة ص ٢٤٤ : « ذكر المذمومين الذين ادعوا البابية لعنهم الله » أولهم المعروف بالسريعي « أخبرنا » جماعة عن أبي محمد التلعكبري ، عن أبي علي محمد بن همام « قال » : كان السريعي يكنى : ب « أبي محمد » « قال » هارون : وأظن اسمه كان « الحسن » ، وكان من أصحاب أبي الحسن علي بن محمد ثم الحسن بن علي بعده عليهمالسلام.
وهو أول من ادعى مقاما لم يجعله الله فيه ، ولم يكن أهلا له ، وكذب على الله وعلى حججه عليهمالسلام ، ونسب إليهم ما لا يليق بهم ، وما هم منه براء ، فلعنته الشيعة وتبرأت منه ، وخرج توقيع الإمام « عليهالسلام » بلعنه والبراءة منه.
قال هارون : ثم ظهر منه القول بالكفر والالحاد.
قال : وكل هؤلاء المدعين إنما يكون كذبهم أولا على الامام وأنهم وكلاؤه ، فيدعون الضعفة بهذا القول إلى موالاتهم ، ثم يترقى الأمر بهم إلى قول الحلاجية كما اشتهر من أبي جعفر الشلمغاني ونظرائه عليهم جميعا لعائن الله تترى.
ومنهم : محمد بن نصير النميري ( قال ابن نوح ) : أخبرنا أبو نصر هبة الله بن محمد ( قال ) : كان محمد بن نصير النميري من أصحاب أبي محمد الحسن بن علي عليهماالسلام فلما توفي أبو محمد ادعى مقام أبي جعفر محمد بن عثمان أنه صاحب إمام الزمان ، وادعى له البابية. وفضحه الله تعالى بما ظهر منه من الالحاد والجهل ، ولعن أبي جعفر محمد بن عثمان له وتبريه منه ، واحتجابه عنه ، وادعى ذلك الأمر بعد السريعي.
( قال أبو الخطاب الأنباري ) لما ظهر محمد بن نصير بما ظهر لعنه أبو جعفر رضياللهعنه وتبرأ منه ، فبلغه ذلك فقصد أبا جعفر رضياللهعنه ، ليعطف بقلبه عليه أو يعتذر إليه ، فلم يأذن له وحجبه ورده خائبا.
( وقال ) سعد بن عبد الله : كان محمد بن نصير النميري يدعي : أنه رسول نبي وأن علي بن محمد (عليهالسلام) أرسله ، وكان يقول بالتناسخ ، ويغلو في أبي الحسن (عليهالسلام) ويقول فيه بالربوبية ، ويقول بالاباحة للمحارم ، وتحليل نكاح الرجال بعضهم بعضا في أدبارهم ويزعم : أن ذلك من التواضع والاخبات والتذلل في المفعول به ، وأنه من الفاعل إحدى الشهوات والطيبات ، وأن الله عز وجل لا يحرم شيئا من ذلك ، وكان محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات يقوي أسبابه ويعضده.
( أخبرني ) بذلك عن محمد بن نصير أبو زكريا يحيى بن عبد الرحمن بن خاقان : أنه رآه عيانا وغلام على ظهره.
( قال ) : فلقيته فعاتبته على ذلك فقال : إن هذا من اللذات ، وهو من التواضع لله وترك التجبر.
( قال ) سعد : فلما اعتل محمد بن نصير العلة التي توفي فيها ، قيل له ـ وهو مثقل اللسان ـ : لمن هذا الأمر من بعدك؟
فقال ـ بلسان ضعيف ملجاج ـ : أحمد فلم يدروا من هو ، فافترقوا بعده ثلاث فرق.
قالت فرقة : إنه أحمد ابنه ، وفرقة قالت : هو أحمد بن محمد بن موسى بن الفرات وفرقة قالت : إنه أحمد بن أبي الحسين ابن بشر بن يزيد ، فتفرقوا فلا يرجعون إلى شيء.
ومنهم : أحمد بن هلال الكرخي ، قال أبو علي بن همام : كان أحمد بن هلال من أصحاب أبي محمد (عليهالسلام) فاجتمعت الشيعة على وكالة محمد بن عثمان ـ رضياللهعنه ـ بنص الحسن (عليهالسلام) في حياته. ولما مضى الحسن (عليهالسلام) قالت الشيعة الجماعة له :ـ