[ذكر طرف مما خرج أيضا عن صاحب الزمان عليهالسلام من المسائل الفقهية وغيرها في التوقيعات على أيدي الأبواب الأربعة وغيرهم].
عن محمد بن يعقوب الكليني رفعه عن الزهري قال : طلبت هذا الأمر طلبا شافيا حتى ذهب لي فيه مال صالح فوقعت إلى العمري وخدمته ولزمته فسألته بعد ذلك عن صاحب الزمان عليهالسلام.
قال ليس إلى ذلك وصول فخضعت له فقال لي بكر بالغداة.
فوافيت فاستقبلني ومعه شاب من أحسن الناس وجها وأطيبهم ريحا وفي كمه شيء كهيئة التجار فلما نظرت إليه دنوت من العمري فأومى إليه فعدلت إليه وسألته فأجابني عن كل ما أردت.
ثم مر ليدخل الدار وكانت من الدور التي لا يكترث بها.
فقال العمري إن أردت أن تسأل فاسأل فإنك لا تراه بعد ذا.
فذهبت لأسأل فلم يستمع ودخل الدار وما كلمني بأكثر من أن قال ملعون ملعون من أخر العشاء إلى أن تشتبك النجوم ملعون ملعون من أخر الغداة إلى أن تنفض النجوم ودخل الدار.
وعن أبي الحسن محمد بن جعفر الأسدي (١) قال : كان فيما ورد علي من الشيخ أبي جعفر محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه في جواب مسائل إلى صاحب الزمان :
أما ما سألت عنه من الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها فلئن كان كما يقول الناس إن الشمس تطلع بين قرني شيطان وتغرب بين قرني شيطان فما أرغم أنف الشيطان شيء أفضل من الصلاة فصلها وأرغم الشيطان أنفه.
وأما ما سألت عنه من أمر الوقف على ناحيتنا وما يجعل لنا ثم يحتاج إليه صاحبه فكل ما لم يسلم فصاحبه فيه بالخيار وكل ما سلم فلا خيار لصاحبه فيه احتاج أو لم يحتج افتقر إليه أو استغنى عنه.
وأما ما سألت عنه من أمر من يستحل ما في يده من أموالنا ويتصرف فيه تصرفه في ماله من غير أمرنا فمن فعل ذلك فهو ملعون ونحن خصماؤه يوم القيامة وقد قال النبي صلىاللهعليهوآله المستحل من عترتي ما حرم الله ملعون على لساني ولسان كل نبي مجاب فمن ظلمنا كان في جملة الظالمين لنا وكانت لعنة الله عليه لقوله عز وجل ( أَلا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) (٢).
__________________
(١) قال العلامة في الخلاصة ص ١٦٠ : « محمد بن جعفر بن محمد بن عون الأسدي أبو الحسين الكوفي سكن الري يقال له محمد بن أبي عبد الله كان ثقة صحيح الحديث إلا أنه روى عن الضعفاء وكان يقول بالجبر والتشبيه فأنا في حديثه من المتوقفين ، وكان أبوه وجها ، روى عنه أحمد بن محمد بن عيسى. وقال الشيخ الطوسي رحمهالله في رجاله ص ٤٩٦ : « محمد بن جعفر الأسدي كان يكنى أبو الحسين الرازي كان أحد الأبواب ».
(٢) الأعراف : ٤٣.