فقلت له في الطبيعة الواحدة النارية يتولد منها دابة بجلدها تمس الأيدي ثم يطرح ذلك الجلد على النار فتحرق الزهومات فيبقى الجلد صحيحا لأن الدابة خلقها الله على طبيعة النار والنار لا تحرق النار والثلج أيضا تتولد فيه الديدان وهو على طبيعة واحدة والماء في البحر على طبيعتين يتولد منه السموك والضفادع والحيات والسلاحف وغيرها وعنده لا يحصل الحيوان إلا بالأربع فهذا مناقض بهذا.
وأما المؤثر أراد به الزحل.
فقلت له ما قولك في المؤثرات أردت بذلك أن المؤثرات كلهن عنده مؤثرات فالمؤثر القديم كيف يكون مؤثرا؟
وأما النحسين أراد بهما أنهما من النجوم السيارة إذا اجتمعا يخرج من بينهما سعد.
فقلت له ما قولك في السعدين إذا اجتمعا خرج من بينهما نحس هذا حكم أبطله الله تعالى ليعلم الناظر أن الأحكام لا يتعلق بالمسخرات لأن الشاهد يشهد أن العسل والسكر إذا اجتمعا لا يحصل منها الحنظل والعلقم والحنظل إذا اجتمعا لا يحصل منهما الدبس والسكر هذا دليل على بطلان قولهم.
وأما قولي ألا كل ملحد ملهد أردت أن كل مشرك ظالم لأن في اللغة ألحد الرجل إذ عدل من الدين وألهد إذا ظلم فعلم أبو العلاء ذلك وأخبرني عن علمه بذلك فقرأت ( يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ ) الآية.
وقيل إن المعري لما خرج عن العراق سئل عن السيد المرتضى ره فقال
يا سائلي عنه لما جئت أسأله |
|
ألا هو الرجل العاري من العار |
لو جئته لرأيت الناس في رجل |
|
والدهر في ساعة الأرض في دار |
قال ومما يدل أيضا على تقديمهم وتعظيمهم على البشر أن الله تعالى دلنا على أن المعرفة بهم كالمعرفة به تعالى في أنها إيمان وإسلام وأن الجهل بهم والشك فيهم كالجهل به والشك فيه في أنه كفر وخروج من الإيمان وهذه منزلة ليس لأحد من البشر إلا لنبينا صلىاللهعليهوآله وبعده لأمير المؤمنين والأئمة من ولده عليهمالسلام لأن المعرفة بنبوة الأنبياء المتقدمين من آدم إلى عيسى عليهالسلام غير واجبة علينا ولا تعلق لها بشيء من تكاليفنا ولو لا أن القرآن ورد بنبوة من سمي فيه من الأنبياء المتقدمين فعرفناهم تصديقا للقرآن وإلا فلا وجه لوجوب معرفتهم علينا ولا تعلق لها بشيء من أحوال تكاليفنا.