وآزركما بسخط من الله وعذابه وخزيه ويلك يا ابن الخطاب أوتدري مما خرجت وفيم دخلت وما ذا جنيت على نفسك وعلى صاحبك فقال أبو بكر يا عمر أما إذا بايع وأمنا شره وفتكه وغائلته فدعه يقول ما شاء.
فقال علي عليهالسلام لست بقائل غير شيء واحد أذكركم بالله أيها الأربعة يعنيني والزبير وأبا ذر والمقداد أسمعتم رسول الله يقول إن تابوتا من نار فيه اثنا عشر رجلا ستة من الأولين وستة من الآخرين في جب في قعر جهنم في تابوت مقفل على ذلك الجب صخرة إذا أراد الله أن يسعر نار جهنم كشف تلك الصخرة عن ذلك الجب فاستعاذت جهنم من وهج ذلك الجب فسألناه عنهم وأنتم شهود فقال صلىاللهعليهوآله أما الأولون فابن آدم الذي قتل أخاه وفرعون الفراعنة نمرود و ( الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ ) ورجلان من بني إسرائيل بدلا كتابهم وغيرا سنتهم أما أحدهما فهود اليهود والآخر نصر ـ النصارى (١) وإبليس سادسهم والدجال في الآخرين ـ وهؤلاء الخمسة أصحاب الصحيفة الذين تعاهدوا وتعاقدوا على عداوتك يا أخي والتظاهر عليك بعدي هذا وهذا وهذا حتى عدهم وسماهم.
قال سلمان فقلنا صدقت نشهد أنا سمعنا ذلك من رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال عثمان يا أبا الحسن أما عندك وعند أصحابك هؤلاء في حديث؟ فقال بلى قد سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يلعنك ثم لم يستغفر الله لك مذ لعنك فغضب عثمان فقال ما لي ولك أما تدعني على حالي على عهد رسول الله ولا بعده؟ فقال الزبير نعم فأرغم الله أنفك فقال عثمان فو الله لقد سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : إن الزبير يقتل مرتدا عن الإسلام قال سلمان فقال لي علي عليهالسلام فيما بيني وبينه صدق عثمان وذلك أنه يبايعني بعد قتل عثمان ثم ينكث بيعتي فيقتل مرتدا عن الإسلام.
قال سليم ثم أقبل علي سلمان فقال إن القوم ارتدوا بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله إلا من عصمه الله بآل محمد إن الناس بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله بمنزلة هارون من موسى ومن تبعه وبمنزلة العجل ومن تبعه فعلي في سنة هارون وعتيق في سنة السامري وسمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول لتركبن أمتي سنة بني إسرائيل حذو القذة بالقذة وحذو النعل بالنعل شبرا بشبر وذراعا بذراع وباعا بباع
وروي عن الصادق عليهالسلام أنه قال : لما استخرج أمير المؤمنين عليهالسلام من منزله خرجت فاطمة صلوات الله عليها خلفه فما بقيت امرأة هاشمية إلا خرجت معها حتى انتهت قريبا من القبر فقالت لهم خلوا عن ابن عمي فو الذي بعث محمدا أبي صلىاللهعليهوآله بالحق إن لم تخلوا عنه لأنشرن شعري ولأضعن قميص رسول الله صلىاللهعليهوآله على رأسي ولأصرخن إلى الله تبارك وتعالى فما صالح بأكرم على الله من أبي ولا الناقة بأكرم مني ولا الفصيل بأكرم على الله من ولدي قال سلمان رضي الله
__________________
(١) يعني أحدهما غير دين موسى وحرف كتابه بعده ، والآخر غير دين عيسى وحرف كتابه بعده.