عنه كنت قريبا منها فرأيت والله أساس حيطان مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآله تقلعت من أسفلها حتى لو أراد رجل أن ينفذ من تحتها لنفذ فدنوت منها فقلت يا سيدتي ومولاتي إن الله تبارك وتعالى بعث أباك رحمة فلا تكوني نقمة فرجعت ورجعت الحيطان حتى سطعت الغبرة من أسفلها فدخلت في خياشيمنا.
وروي عن الباقر عليهالسلام أن عمر بن الخطاب قال لأبي بكر اكتب إلى أسامة بن زيد يقدم عليك فإن في قدومه قطع الشنيعة عنا فكتب أبو بكر إليه من أبي بكر خليفة رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى أسامة بن زيد أما بعد فانظر إذا أتاك كتابي فأقبل إلي أنت ومن معك فإن المسلمين قد اجتمعوا علي وولوني أمرهم فلا تتخلفن فتعصي ويأتيك مني ما تكره والسلام.
قال فكتب أسامة إليه جواب كتابه من أسامة بن زيد عامل رسول الله صلىاللهعليهوآله على غزوة الشام أما بعد فقد أتاني منك كتاب ينقض أوله آخره ذكرت في أوله أنك خليفة رسول الله وذكرت في آخره أن المسلمين قد اجتمعوا عليك فولوك أمرهم ورضوك فاعلم أني ومن معي من جماعة المسلمين والمهاجرين فلا والله ما رضيناك ولا وليناك أمرنا وانظر أن تدفع الحق إلى أهله وتخليهم وإياه فإنهم أحق به منك فقد علمت ما كان من قول رسول الله صلىاللهعليهوآله في علي يوم الغدير فما طال العهد فتنسى انظر مركزك ولا تخالف فتعصي الله ورسوله وتعصي من استخلفه رسول الله صلىاللهعليهوآله عليك وعلى صاحبك ولم يعزلني حتى قبض رسول الله صلىاللهعليهوآله وإنك وصاحبك رجعتما وعصيتما فأقمتما في المدينة بغير إذن.
فأراد أبو بكر أن يخلعها من عنقه قال فقال له عمر لا تفعل قميص قمصك الله لا تخلعه فتندم ولكن ألح عليه بالكتب والرسائل ومر فلانا وفلانا أن يكتبوا إلى أسامة أن لا يفرق جماعة المسلمين وأن يدخل معهم فيما صنعوا.
قال فكتب إليه أبو بكر وكتب إليه الناس من المنافقين أن ارض بما اجتمعنا عليه وإياك أن تشتمل المسلمين فتنة من قبلك فإنهم حديثو عهد بالكفر.
قال فلما وردت الكتب على أسامة انصرف بمن معه حتى دخل المدينة فلما رأى اجتماع الخلق على أبي بكر انطلق إلى علي بن أبي طالب عليهالسلام فقال له ما هذا؟ قال له علي هذا ما ترى؟ قال له أسامة فهل بايعته؟ فقال نعم يا أسامة فقال طائعا أو كارها فقال لا بل كارها قال فانطلق أسامة فدخل على أبي بكر وقال له السلام عليك يا خليفة المسلمين قال فرد عليه أبو بكر وقال السلام عليك أيها الأمير
وروي : أن أبا قحافة كان بالطائف لما قبض رسول الله صلىاللهعليهوآله وبويع لأبي بكر فكتب ابنه إليه كتابا عنوانه من خليفة رسول الله إلى أبي قحافة أما بعد فإن الناس قد تراضوا بي فإني اليوم خليفة الله فلو قدمت علينا كان أقر لعينك.