ثُمَّ أَفَاضَ (١) مِنْ جَمْعٍ إِلى مِنًى ، فَبَلَغَ مِنًى ضُحًى ، فَأَمَرَهُ ، فَصَلّى رَكْعَتَيْنِ فِي مَسْجِدِ مِنًى ، ثُمَّ أَمَرَهُ أَنْ يُقَرِّبَ لِلّهِ قُرْبَاناً لِيُقْبَلَ (٢) مِنْهُ ، وَيَعْرِفَ أَنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ قَدْ تَابَ عَلَيْهِ ، وَيَكُونَ سُنَّةً فِي وُلْدِهِ الْقُرْبَانُ ، فَقَرَّبَ آدَمُ قُرْبَاناً ، فَقَبِلَ (٣) اللهُ مِنْهُ ، فَأَرْسَلَ نَاراً مِنَ السَّمَاءِ ، فَقُبِلَتْ قُرْبَانُ آدَمَ.
فَقَالَ لَهُ (٤) جَبْرَئِيلُ : يَا آدَمُ (٥) ، إِنَّ اللهَ قَدْ أَحْسَنَ إِلَيْكَ ؛ إِذْ عَلَّمَكَ الْمَنَاسِكَ الَّتِي يَتُوبُ بِهَا عَلَيْكَ ، وَقَبِلَ (٦) قُرْبَانَكَ ، فَاحْلِقْ رَأْسَكَ تَوَاضُعاً لِلّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، إِذْ قَبِلَ قُرْبَانَكَ (٧) ؛ فَحَلَقَ آدَمُ رَأْسَهُ تَوَاضُعاً لِلّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
ثُمَّ أَخَذَ جَبْرَئِيلُ بِيَدِ آدَمَ عليهالسلام ، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى الْبَيْتِ ، فَعَرَضَ لَهُ إِبْلِيسُ عِنْدَ الْجَمْرَةِ ، فَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ لَعَنَهُ اللهُ (٨) : يَا آدَمُ ، أَيْنَ تُرِيدُ؟ فَقَالَ لَهُ جَبْرَئِيلُ عليهالسلام : يَا آدَمُ (٩) ، ارْمِهِ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ ، وَكَبِّرْ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ تَكْبِيرَةً (١٠) ، فَفَعَلَ ذلِكَ آدَمُ ، فَذَهَبَ إِبْلِيسُ.
ثُمَّ عَرَضَ لَهُ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الثَّانِيَةِ ، فَقَالَ لَهُ : يَا آدَمُ ، أَيْنَ تُرِيدُ (١١)؟ فَقَالَ لَهُ جَبْرَئِيلُ عليهالسلام (١٢) : ارْمِهِ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ ، وَكَبِّرْ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ تَكْبِيرَةً ، فَفَعَلَ ذلِكَ آدَمُ ، فَذَهَبَ إِبْلِيسُ.
ثُمَّ عَرَضَ لَهُ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الثَّالِثَةِ (١٣) ، فَقَالَ لَهُ : يَا آدَمُ ، أَيْنَ تُرِيدُ؟ فَقَالَ لَهُ
__________________
إلى منى من أحد المواقف. وقيل : أي وافى الميثاق الإلهي ، و « حجّة » مفعول لأجله ، و « إلى » متعلّق به ».
(١) في « جد » : « فأفاض ». (٢) في « بخ » : « فتقبل الله ».
(٣) في « بخ » والوافي : « فتقبّل ». (٤) في « ى » والوسائل : ـ « له ».
(٥) في « بس » : ـ « يا آدم ».
(٦) في الوافي : « وقد قبل ».
(٧) في « بح » : ـ « إذ قبل قربانك ».
(٨) في « ى » : « عليه اللعنة ». وفي « ظ ، جد » : ـ « لعنه الله ». وفي « جن » : ـ « له إبليس لعنه الله ».
(٩) في « ى ، بح ، بخ ، بف » : ـ « عليهالسلام يا آدم ».
(١٠) في الوسائل : + « فأمره ».
(١١) في « جن » : ـ « عند الجمرة الثانية ، فقال له : يا آدم ، أين تريد ».
(١٢) في الوسائل : « يا آدم ».
(١٣) في المرآة : « رمي الجمرات الثلاث يوم العيد مخالف للمشهور ، وسيأتي القول فيه ، ولعلّه كان