فَقَالَ لَهَا : مَنْ أَنْتِ؟ فَقَالَتْ : أَنَا أُمُّ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ (١) لَهَا : إِلى مَنْ تَرَكَكُمْ (٢)؟ فَقَالَتْ : أَمَا لَئِنْ قُلْتَ ذَاكَ (٣) لَقَدْ قُلْتُ لَهُ (٤) حَيْثُ (٥) أَرَادَ الذَّهَابَ : يَا إِبْرَاهِيمُ إِلى مَنْ تَرَكْتَنَا؟ فَقَالَ : إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَقَالَ جَبْرَئِيلُ عليهالسلام : لَقَدْ وَكَلَكُمْ إِلى كَافٍ ».
قَالَ : « وَكَانَ النَّاسُ يَجْتَنِبُونَ الْمَمَرَّ إِلى مَكَّةَ لِمَكَانِ (٦) الْمَاءِ ، فَفَحَصَ الصَّبِيُّ بِرِجْلِهِ ، فَنَبَعَتْ زَمْزَمُ ».
قَالَ « فَرَجَعَتْ مِنَ الْمَرْوَةِ إِلَى الصَّبِيِّ وَقَدْ نَبَعَ الْمَاءُ ، فَأَقْبَلَتْ تَجْمَعُ التُّرَابَ حَوْلَهُ مَخَافَةَ أَنْ يَسِيحَ الْمَاءُ (٧) ، وَلَوْ تَرَكَتْهُ لَكَانَ سَيْحاً (٨) ».
قَالَ (٩) « فَلَمَّا رَأَتِ الطَّيْرُ الْمَاءَ حَلَّقَتْ عَلَيْهِ ، فَمَرَّ رَكْبٌ مِنَ الْيَمَنِ يُرِيدُ السَّفَرَ ، فَلَمَّا رَأَوُا الطَّيْرَ قَالُوا : مَا حَلَّقَتِ الطَّيْرُ إِلاَّ عَلى مَاءٍ ، فَأَتَوْهُمْ ، فَسَقَوْهُمْ مِنَ الْمَاءِ ، فَأَطْعَمُوهُمُ (١٠) الرَّكْبُ (١١) مِنَ الطَّعَامِ ، وَأَجْرَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُمْ بِذلِكَ رِزْقاً ، وَكَانَ النَّاسُ يَمُرُّونَ بِمَكَّةَ ، فَيُطْعِمُونَهُمْ مِنَ الطَّعَامِ ، وَيَسْقُونَهُمْ مِنَ الْمَاءِ ». (١٢)
__________________
(١) في الوافي : « فقال ».
(٢) في العلل : « وكلّكم ».
(٣) في « ى ، بث ، بس » والعلل : « ذلك ». وفي « بخ » : ـ « ذاك ».
(٤) في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، جد ، جن » : ـ « له ». وفي حاشية « جن » : « قلته ».
(٥) في الوافي : « حين ».
(٦) في « جد » : « مكان ».
(٧) في الوافي : « مخافة أن يسيح الماء ، بالمهملة ، أي يجري فينفد بالجريان ويذهب ولا يبقى ».
(٨) السيح : الماء الظاهر الجاري على وجه الأرض ، أو الماء الظاهر على وجه الأرض. وقال العلاّمة الفيض : « لكان سيحاً ، أي جارياً أبداً ». راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٧٧ ؛ لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٤٩٢ ( سيح ).
(٩) في « ى » : ـ « قال ».
(١٠) في حاشية « بث » والوافي : « فأطعمهم ».
(١١) في المرآة : « قوله عليهالسلام : فأطعموهم ، من قبيل أكلوني البراغيث ».
(١٢) المحاسن ، ص ٣٣٧ ، كتاب العلل ، ح ١١٩ ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمّار ، من دون التصريح باسم المعصوم عليهالسلام. علل الشرائع ، ص ٤٣٢ ، ح ١ ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٢ ، ص ٧٢ ، ح ١١٥١٩.