٦٧٤٦ / ١٩. وَرُوِيَ : « أَنَّ مَعَدَّ بْنَ عَدْنَانَ خَافَ أَنْ يَدْرُسَ الْحَرَمُ ، فَوَضَعَ أَنْصَابَهُ (١) ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ وَضَعَهَا ، ثُمَّ غَلَبَتْ جُرْهُمُ (٢) عَلى وِلَايَةِ الْبَيْتِ ، فَكَانَ يَلِي مِنْهُمْ كَابِرٌ عَنْ كَابِرٍ حَتّى بَغَتْ جُرْهُمُ بِمَكَّةَ ، وَاسْتَحَلُّوا حُرْمَتَهَا ، وَأَكَلُوا مَالَ الْكَعْبَةِ ، وَظَلَمُوا مَنْ دَخَلَ مَكَّةَ ، وَعَتَوْا وَبَغَوْا ، وَكَانَتْ مَكَّةُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لَايَظْلِمُ (٣) وَلَايَبْغِي فِيهَا وَلَايَسْتَحِلُّ حُرْمَتَهَا مَلِكٌ إِلاَّ هَلَكَ مَكَانَهُ (٤) ، وَكَانَتْ تُسَمّى بَكَّةَ (٥) ؛ لِأَنَّهَا (٦) تَبُكُّ أَعْنَاقَ الْبَاغِينَ إِذَا بَغَوْا فِيهَا ، وَتُسَمّى بَسَّاسَةَ (٧) ، كَانُوا إِذَا ظَلَمُوا فِيهَا بَسَّتْهُمْ (٨) وَأَهْلَكَتْهُمْ ، وَتُسَمّى (٩) أُمَّ رُحْمٍ (١٠) ، كَانُوا إِذَا لَزِمُوهَا رُحِمُوا ، فَلَمَّا بَغَتْ جُرْهُمُ وَاسْتَحَلُّوا (١١) فِيهَا ، بَعَثَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَلَيْهِمُ
__________________
(١) أنصاب الحرم : حدوده ، وهي أعلام تنصب هناك لمعرفتها. راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٣٠ ؛ تاجالعروس ، ج ١ ، ص ٤٨٦ ( نصب ).
(٢) في « ظ ، بح ، بخ ، بس ، جد » والوافي والبحار : + « بمكّة ». و « جُرْهُم » : حيّ من اليمن ، وهم أصهار إسماعيل عليهالسلام ، نزلوا بمكّة وتزوّج عليهالسلام فيهم ، فعصوا الله وألحدوا في الحرم ، فأبادهم الله. راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٢٨٥ ؛ الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨٨٦ ( جرهم ).
(٣) في « بث » : « لا تظلم ». وفي « بح » وحاشية « بث » : + « فيها ».
(٤) في « بخ ، بف » والوافي : « بمكانه ».
(٥) « بكّة » : اسم بطن مكّة ، سمّيت بذلك لأنّ الناس يبكّ بعضهم بعضاً في الطواف ، أي يزحم ويدفع ؛ أو لأنّهاتبكّ أعناق الجبابرة ، أي تدقّها وتكسر ، كما فسّرت في هذا الحديث. وقيل : بكّة : موضع البيت ، ومكّة : سائر البلد. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٧٦ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ١٥٠٦ ( بكك ).
(٦) في حاشية « بث » : + « كانت ».
(٧) سمّيت بها لأنّها تحطم وتكسر من أخطأ فيها. والبسّ : الحطم. قال ابن الأثير : « ويروى بالنون من النسّ : الطرد ». راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ١٢٧ ؛ لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٢٧ ( بسس ).
(٨) في « ظ » : « بسّهم ».
(٩) في البحار : « وسمّي ».
(١٠) « الرُّحْم » : الرحمة ، وامّ رُحْم ، أي أصل الرحمة. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٢٩ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٢١٠ ( رحم ).
(١١) في « جد » : « فاستحلّوا ».