بِثَلَاثِمِائَةِ (١) دِرْهَمٍ وَ (٢) مِائَةِ شَاةٍ (٣) مُتْبِعٍ (٤) ، فَلَامَتْهُ أُمِّي ، وَقَالَتْ : أَخَذْتَ هذِهِ بِثَلَاثِمِائَةِ شَاةٍ : أَوْلَادُهَا مِائَةٌ ، وَأَنْفُسُهَا مِائَةٌ ، وَمَا فِي بُطُونِهَا مِائَةٌ (٥)؟!
قَالَ : فَنَدِمَ (٦) أَبِي ، فَانْطَلَقَ (٧) لِيَسْتَقِيلَهُ ، فَأَبى عَلَيْهِ الرَّجُلُ ، فَقَالَ : خُذْ مِنِّي عَشْرَ (٨) شِيَاهٍ ، خُذْ مِنِّي عِشْرِينَ شَاةً ، فَأَعْيَاهُ (٩) ، فَأَخَذَ أَبِي الرِّكَازَ (١٠) ، وَأَخْرَجَ (١١) مِنْهُ قِيمَةَ أَلْفِ شَاةٍ ، فَأَتَاهُ الْآخَرُ (١٢) ، فَقَالَ (١٣) : خُذْ (١٤) غَنَمَكَ وَائْتِنِي (١٥) مَا شِئْتَ ، فَأَبى (١٦) ، فَعَالَجَهُ ، فَأَعْيَاهُ (١٧) ، فَقَالَ : لَأُضِرَّنَّ بِكَ ، فَاسْتَعْدى (١٨) إِلى (١٩) أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام عَلى أَبِي.
فَلَمَّا قَصَّ أَبِي عَلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ـ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ـ أَمْرَهُ ، قَالَ لِصَاحِبِ الرِّكَازِ :
__________________
المعادن. والقولان تحتملهما اللغة ؛ لأنّ كلاًّ منهما مركوز في الأرض ، أي ثابت. النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٥٨ ( ركز ).
(١) في « ط ، بخ ، بف » : « بتسعمائة ».
(٢) في التهذيب : ـ « بثلاثمائة درهم و ».
(٣) في « ط » : « بثلاثمائة شاة » بدل « بثلاثمائة درهم ومائة شاة ». وفي التهذيب : « بمائة شاة » بدلها. والوافي : « في التهذيب : بمائة شاة ، بدون ثلاثمائة درهم ، وكأنّه الأصحّ ، كما دلّ عليه كلام الإمام ».
(٤) في « بف » : « تبيع ». « بمائة شاة متبع » أي يتبعها أولادها ، يقال : شاة وبقرة وجارية متبع ، كمحسن ، أي يتبعها ولدها. راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٩٥٠ ( تبع ).
(٥) في « بح » : ـ « مائة ». وفي المرآة : « قوله : وما في بطونها مائة ، أي إن حملت ؛ إذ ليس مأخوذاً في الشرط ».
(٦) في التهذيب : « فبدر ».
(٧) في « بخ ، بف » والوافي : « وانطلق ».
(٨) في « بح ، جد » : « عشرة ».
(٩) في « ط » : ـ « شاة فأعياه ». و « فأعياه » أي أعجزه ؛ من العيّ بمعنى العجز. راجع : لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ١١١ ( عيي ). (١٠) في « جن » : + « منه ».
(١١) في « ط » : « وأخذ ». (١٢) في الوافي : « فأتاه الآخر ؛ يعني البائع ».
(١٣) في « ط » : « وقال ». (١٤) في « بخ ، بف » والوافي : + « منّي ».
(١٥) في « ى ، بخ ، بف » والوافي والوسائل والتهذيب : « وآتني ».
(١٦) في « ى ، بس ، جد ، جن » : ـ « فأبى ».
(١٧) في الوافي : « فعالجه فأعياه : غلبه فأعجزه وأسكته ». وفي اللغة : تقول : عالجت الشيء معالجة وعلاجاً ، إذا زاولته وما رسته وعملت به ، وعالجت فلاناً فعلجته ، إذا غلبته. راجع : لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٣٢٧ ( علج ).
(١٨) في « بس » : « فاستعد ». و « فاستعدى » ، أي استعان واستنصر. راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧١٧ ( عدا ).
(١٩) في « ط ، جت ، جد » والوسائل : ـ « إلى ».