فِي الْإِسْلَامِ مِنْ أَهْلِ الْحَاجَةِ ـ بِالْمَدِينَةِ ، وَضَاقَ (١) بِهِمُ الْمَسْجِدُ ، فَأَوْحَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلى نَبِيِّهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم أَنْ طَهِّرْ مَسْجِدَكَ ، وَأَخْرِجْ مِنَ الْمَسْجِدِ مَنْ يَرْقُدُ فِيهِ بِاللَّيْلِ ، وَمُرْ بِسَدِّ أَبْوَابِ (٢) مَنْ كَانَ لَهُ فِي (٣) مَسْجِدِكَ بَابٌ إِلاَّ بَابَ عَلِيٍّ عليهالسلام ، وَمَسْكَنَ فَاطِمَةَ عليهاالسلام ، وَلَا يَمُرَّنَّ فِيهِ جُنُبٌ ، وَلَا يَرْقُدْ فِيهِ غَرِيبٌ ».
قَالَ : « فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم (٤) بِسَدِّ أَبْوَابِهِمْ إِلاَّ بَابَ عَلِيٍّ عليهالسلام ، وَأَقَرَّ مَسْكَنَ فَاطِمَةَ عليهاالسلام عَلى حَالِهِ ».
قَالَ (٥) : « ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم أَمَرَ أَنْ يُتَّخَذَ لِلْمُسْلِمِينَ سَقِيفَةٌ ، فَعُمِلَتْ لَهُمْ وَهِيَ الصُّفَّةُ (٦) ، ثُمَّ أَمَرَ الْغُرَبَاءَ وَالْمَسَاكِينَ أَنْ يَظَلُّوا فِيهَا نَهَارَهُمْ وَلَيْلَهُمْ ، فَنَزَلُوهَا وَاجْتَمَعُوا فِيهَا ، فَكَانَ (٧) رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم يَتَعَاهَدُهُمْ (٨) بِالْبُرِّ وَالتَّمْرِ وَالشَّعِيرِ وَالزَّبِيبِ إِذَا كَانَ عِنْدَهُ ، وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ يَتَعَاهَدُونَهُمْ ، وَيَرِقُّونَ عَلَيْهِمْ (٩) لِرِقَّةِ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وَيَصْرِفُونَ صَدَقَاتِهِمْ إِلَيْهِمْ.
__________________
أو نهاراً ، وبعض يخصّه بنوم الليل ، والأوّل هو الحقّ ». المفردات للراغب ، ص ٣٦٢ ؛ المصباح المنير ، ص ٢٣٤ ( رقد ).
(١) في « ن » : « فضاق ».
(٢) في « بح ، بخ ، بف ، جت » والوافي والبحار : + « كلّ ».
(٣) في « بن » : « إلى ».
(٤) في « بخ ، بف ، جت » والوافي : + « عند ذلك ».
(٥) في « بخ ، بف » : ـ « قال ».
(٦) « الصُّفّةُ » : موضع مظلّل من المسجد كان يأوي إليه المساكين. وأهل الصفّة : هم فقراء المهاجرين ومن لم يكنمنهم منزل يسكنه ، فكانوا يأوون إلى موضع مظلّل في مسجد المدينة يسكنونه. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٧ ؛ لسان العرب ، ج ٩ ، ص ١٩٥ ( صفف ).
(٧) في الوافي : « وكان ».
(٨) قال الخليل : « التعاهد : الاحتفاظ بالشيء وإحداث العهد به ، والتعهّد والاعتهاد ». وقال الجوهري : « التعهّد : التحفّظ بالشيء وتجديد العهد به. وتعهّدت فلاناً وتعهّدت ضيعتي. وهو أفصح من قولك : تعاهدته ؛ لأنّ التعاهد إنّما يكون بين اثنين ». أقول : إلاّ أن يكون التعاهد هنا لأصل الفعل دون الاشتراك ، كما هو الظاهر. راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ١٣٠٢ ؛ الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥١٦ ( عهد ).
(٩) في البحار : « يرقّونهم » بدل « يرقّون عليهم ».