بالأفعال التي قد يقع في شراكها العربيّ فضلا عن الأجنبيّ.
ب ـ إنّ بعض الأفعال المستعملة في لغتنا المعاصرة لا يهتدي الطالب إلى معناها في المعاجم العربيّة ، وذلك امّا لخلوّ المعجم منها لعدم وجودها في أصل اللغة ، أو لاستعمالها بمعنى غير المعنى المدرج في المعاجم (١) أو لكثرة المعاني الواردة للفعل الواحد ، وبالتالي فلا يدرك المعنى المراد.
لذا فقد أبنت الطريق ، بقدر المستطاع ، فيما يلتبس على الطالب في هذين الأمرين.
خامسا : ستجد ، يا أخي العزيز ، خلال قراءتك في حقل موطن استعمال الفعل عددا من الأسطر خالية من الجمل قبال عدد من الأفعال وهذا إمّا يدلّ على عدم وجود الفعل في المعاجم إلّا أنّه جار على الألسن والأقام ، أو أنّه موجود بمعان غريبة وقد استخدم بمعنى حديث مبتكر. وقد تمّ ايضاح ذلك في الهامش باختصار.
علما أنّني لم أبد أيّ رأي بشأن هذه الأفعال ، فأنا دون ذلك ، ومن المحتمل أنّها قد أقرّت أو ستقرّ من بعض المجامع اللغوية الناشطة في البلدان الناطقة بالضاد. وإنّ الذي تعهّدت به في مؤلّفي هذا أن أكون موضّحا بقدر المستطاع للأفعال المتداولة في لغتنا المعاصرة كي يكون الطالب على هدى وبيّنة منها ، وبالتالي يفهم ما يقال ويكتب.
وممّا تجدر الإشارة إليه أنّ الأساليب العربية العصرية تخضع في طرحها ـ كغيرها من اللغات ـ لثقافة حملة الأقلام المنبثقة من تلاقح الأفكار السائدة في العالم ، والحاصلة من الأواصر الثقافية التي أخذت تنمو وتؤثّر في الأقلام بمرور الأيّام. فنتاج الكاتب أو الشاعر من حيث انشاؤه أي فيما ينتقى من أدوات تعبيريّة أو مفردات تراه قد تأثّر بما تلقّى من ثقافة هنا وهناك. فهو ينتقي البديل للمفردة الأجنبية من لغته بما يوحيه له الاطار العام للقواعد العربية وموازينها من دون أن يلحظ المفردة في المعاجم العربيّة ، فنجده ينتزع بعض المصادر التي لم نرها أثرا في معاجمنا ، من ألفاظ عربيّة ليبيّن مطلبه باستخدامها كالتنظير والتفعيل والتحديث والتطبيع والتّأذهن والأقلمة والتأقلم والأسلمة والتأسلم ... الخ ، ثمّ نجدها بعد
__________________
١. للتنبيه فقد استعملت في هذا المعجم بعض الأفعال الجارية على الألسن والأقلام بمعان تفتقدها المعاجم ، وذلك عند الشرح والتوضيح كتظاهر وتلازم وتماسك وغيرها.