فَقَالَ (١) : « يَا أَبَا الصَّبَّاحِ (٢) ، أَوَكُنْتَ (٣) فَاعِلاً؟ ».
فَقُلْتُ : إِي وَاللهِ ، لَئِنْ (٤) أَذِنْتَ لِي فِيهِ لَأَرْصُدَنَّهُ (٥) ، فَإِذَا صَارَ فِيهَا (٦) ، اقْتَحَمْتُ عَلَيْهِ (٧) بِسَيْفِي ، فَخَبَطْتُهُ (٨) حَتّى أَقْتُلَهُ.
قَالَ (٩) : فَقَالَ : « يَا أَبَا الصَّبَّاحِ (١٠) ، هذَا الْفَتْكُ (١١) ، وَقَدْ نَهى رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم عَنِ الْفَتْكِ (١٢) ، يَا أَبَا الصَّبَّاحِ (١٣) ، إِنَّ الْإِسْلَامَ قَيَّدَ الْفَتْكَ (١٤) ، وَلكِنْ دَعْهُ ، فَسَتُكْفى بِغَيْرِكَ ».
قَالَ (١٥) أَبُو الصَّبَّاحِ : فَلَمَّا رَجَعْتُ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الْكُوفَةِ ، لَمْ أَلْبَثْ (١٦) بِهَا إِلاَّ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْماً ، فَخَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ ، فَصَلَّيْتُ الْفَجْرَ ، ثُمَّ عَقَّبْتُ ، فَإِذَا (١٧)
__________________
(١) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوسائل والتهذيب. وفي المطبوع : + « لي ».
(٢) في « ع ، ل ، بح ، بف ، جد » : « يا با الصبّاح ». وفي الوسائل : ـ « يا أبا الصبّاح ».
(٣) هكذا في « ع ، ك ، ن ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد » والوافي والوسائل والتهذيب. وفي سائر النسخ والمطبوع : « أفكنت ».
(٤) في الوسائل : « لو ».
(٥) رصده رصداً ورَصَداً : رقبه ، كترصّده. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤١٤ ( رصد ).
(٦) في المرآة : « قوله : فإذا صار فيها ، أي في البقعة التي رصدته فيها ».
(٧) في « ن » : « عليها ».
(٨) قال الفيروز آبادي : « قحم في الأمر ، كنصر ، قحوماً : رمى بنفسه فيه فجأة بلا رويّة ، وقحّمه تقحيماً ، وأقحمته فانقحم واقتحم ». القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٥٠٩ ( قحم ).
وقال : « خبطه يخبطه : ضربه شديداً ... والقوم بسيفه : جلدهم ». القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٨٩٦ ( خبط ).
(٩) في « بن » والوسائل : ـ « قال ».
(١٠) في « ع ، ل ، بح ، بف » : « يا با الصبّاح ».
(١١) في « ن » : « لفتك ». وفي « ع ، ل ، بن » وحاشية « م » والوسائل : « القتل ».
(١٢) في « ع ، ل ، بن » : « القتل ».
(١٣) في « ع ، ل ، م ، بح ، بف » : « يا با الصبّاح ».
(١٤) في « ع ، ل ، بن » والوسائل : « القتل ».
وقال ابن الأثير في باب القاف : « قيّد الإيمان الفتك ، أي إنّ الإيمان يمنع عن الفتك ، كما يمنع القيد عن التصرّف ، فكأنّه جعل الفتك مقيّداً ». النهاية ، ج ٤ ، ص ١٣٠ ( قيد ).
وقال في باب الفاء : « الفتك : أن يأتي الرجل صاحبه وهو غارّ غافل ، فيشدّ عليه فيقتله. والغيلة : أن يخدعه ثمّ يقتله في موضع خفي ». النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٠٩ ، ( فتك ).
(١٥) في « ن » : « فقال ». وفي « م » : « وقال ».
(١٦) في « ك » : « ولم ألبث ».
(١٧) في « جت » : « وإذا ».