و ( عَسَى ) فِعْلٌ مَاضٍ جَامِدٌ غَيْرُ مُتَصِرِّفِ وَهُوَ مِنْ أَفْعَالِ الْمُقَارَبَةِ وَفيهِ تَرَجٌ وطَمَعٌ وَقَدْ يَأْتى بِمَعْنَى الظَّنِّ والْيَقِينِ وَتَكُونُ نَاقِصَةً وَتَامَّةً فَالنَّاقِصَةُ خَبَرُهَا مُضَارِعٌ مَنْصُوبٌ بِأَنْ نَحْوُ عَسَى زَيْدٌ أَنْ يَقُومَ وَالْمَعْنَى قَارَبَ زَيْدٌ الْقِيَامَ فَالْخَبَرُ مَفْعُولٌ أَوْ فِى مَعْنَى الْمَفْعُولِ وَقِيلَ مَعْنَاهُ لَعَلَّ زَيْداً أَنْ يَقُومَ أَىْ أَطْمَعُ أَنْ يَفْعَلَ زَيْدٌ الْقِيَامَ.
والتَّامَّةُ نَحْوُ عَسَى أَنْ يَقُومَ زَيْدٌ وَهذَا فَاعِلُ وَهُوَ جُمْلَةٌ فِى اللَّفْظِ فَإِذَا قِيلَ أَيْنَ يَكُونُ الْفَاعِلُ جُمْلَةً فِى اللَّفْظِ فَجَوَابُهُ أَنِ الْمَصْدَرِيَّةُ تُوصَلُ بِالْفِعْلِ.
[ع ش ب] العُشْب : الكَلأُ الرّطْبُ فِى الرَّبِيعِ و ( عَشِبَ ) الْمَوْضِعُ ( يَعْشَبُ ) مِنْ بَابِ تَعِبَ نَبَتَ عُشْبُهُ و ( أَعْشَبَ ) بِالْأَلِفِ كَذلِكَ فَهُوَ ( عَاشِبٌ ) عَلَى تَدَاخُلِ اللُّغَتَيْنِ و ( عَشِبَتِ ) الْأَرْضُ و ( أَعْشَبَتْ ) فَهِىَ ( عَشِيبَةٌ ) و ( مُعْشِبَةٌ ) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَرْضٌ ( عَشِبَةٌ ) و ( عَشِيبَةٌ ) وَلَا يَقُولُ ( أَعْشَبَتْ ).
[ع ش ر] الْعُشْرُ : الْجُزْءُ مِنْ عَشْرَةِ أَجْزَاءٍ وَالْجَمْعُ ( أَعْشَارٌ ) مِثْلُ قُفْلٍ وَأَقْفَالٍ وَهُوَ ( العَشِيرُ ) أَيْضاً وَ ( الْمِعْشَارُ ) وَلَا يُقَالُ مِفْعَالٌ فِى شَىءٍ مِنَ الْكُسُورِ إِلَّا فِى مِرْبَاعٍ ومِعْشَارٍ وَجَمْعُ ( الْعَشِيرِ ) ( أَعْشِرَاءُ ) مِثْلُ نَصِيبٍ وَأَنْصِبَاءِ وَقِيلَ إِنَّ ( الْمِعْشَارَ ) عُشْرُ الْعَشِيرِ و ( الْعَشِيرُ ) عُشْرُ الْعُشْرِ وَعَلَى هذَا فَيَكُونُ ( الْمِعْشَارُهُ ) وَاحِداً مِنْ أَلْفٍ لِأَنَّهُ ( عُشْرُ عُشْرِ الْعُشْرِ ) وَ ( عَشَرْتُ ) الْمَالَ ( عَشْراً ) مِنْ بَابِ قَتَلَ و ( عُشُوراً ) أَخَذْتُ ( عُشْرَهُ ) وَاسْمُ الْفَاعِلِ ( عَاشِرٌ ) و ( عَشَّارٌ ) و ( عَشَرْتُ ) الْقَوْمَ ( عَشْراً ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ صِرْتُ عَاشِرَهُمْ وَقَدْ يُقَالُ ( عَشَرْتُهُمْ ) أَيْضاً إِذَا كَانُوا عَشَرَةً فَأَخَذْتَ مِنْهُمْ وَاحِداً و ( عَشَّرْتُهُمْ ) بِالتَّثْقِيلِ إِذَا كَانُوا تِسْعَةً فَزِدْتَ وَاحِداً وَتَمَّتْ بِهِ الْعِدَّةُ و ( الْمَعْشَرُ ) الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ والْجَمْعُ ( مَعَاشِرُ ) وَقَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ « إنَّا مَعَاشِرَ الْأَنْبِيَاءِ لا نُورَثُ ». نَصَبَ ( مَعَاشِرَ ) عَلَى الاخْتِصَاصِ.
و ( الْعَشِيرَةُ ) الْقَبِيلَةُ وَلَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا والْجَمْعُ ( عَشِيرَاتٌ ) و ( عَشَائِرُ ) و ( الْعَشِيرُ ) الزَّوْجُ و ( يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ ) أَىْ إِحْسَانَ الزَّوْجِ ونَحْوِهِ و ( الْعَشِيرُ ) الْمَرْأَةُ أَيْضاً وَ ( الْعَشِيرُ ) الْمُعَاشِرُ وَ ( الْعَشِيرُ ) مِنَ الْأَرْضِ عُشْرُ الْقَفِيزِ و ( الْعَشَرَةُ ) بِالْهَاءِ عَدَدٌ لِلْمُذَكَّرِ يُقَالُ ( عَشَرَةُ رِجَالٍ ) وَ ( عَشَرَةُ أَيَّامٍ ) و ( العَشْرُ ) بِغَيْرِ هَاءٍ عَدَدٌ لِلْمُؤَنَّثِ يُقَالُ ( عَشْرُ نِسْوَةٍ ) و ( عَشْرُ لَيَالٍ ) وَفِى التَّنْزِيلِ ( وَالْفَجْرِ وَلَيالٍ عَشْرٍ ) وَالْعَامَّةُ تُذَكِّرُ العَشْرَ عَلَى مَعْنَى أَنَّهُ جَمْعُ الْأَيَّامِ فَيَقُولُونَ العَشْرُ الْأَوَّلُ وَالْعَشْرُ الْأَخِيرُ وهُوَ خَطَأٌ فَإِنَّهُ تَغْيِيرُ الْمَسْمُوعِ وَلِأَنَّ اللَّفْظَ الْعَرَبِىَّ تَنَاقَلَتْهُ الْأَلْسُنُ اللُّكْنُ وَتَلَاعَبَتْ بِهِ أَفْوَاهُ النَّبَطِ فَحرَّفُوا بَعْضَهُ وبَدَّلُوهُ فَلَا يُتَمَسَّكُ بِمَا خَالفَ مَا ضَبَطَهُ الْأَئِمَّة الثِّقَاتُ ونَطَقَ بِهِ الْكِتَابُ الْعَزِيزُ والسُّنَّةُ الصَّحِيحَةُ.
والشَّهْرُ ثَلَاثُ عَشَرَاتٍ ( فَالْعَشْرُ الأُوَلُ ) جَمْعُ أُولَى وَ ( الْعَشْرُ الوُسَطُ ) جَمْعُ وُسْطَى وَ ( الْعَشْرُ الْأُخَرُ ) جَمْعُ أُخْرَى وَ ( الْعَشْرُ الْأَوَاخِرُ ) أَيْضاً جَمْعُ آخِرَةٍ وهذَا فِى غَيْرِ التَّارِيخِ وَأَمَّا فِى التَّارِيخِ فَقَدْ قَالَت الْعَرَبُ سِرْنَا ( عَشْراً ) وَالْمُرَادُ عَشْرُ لَيَالٍ بِأَيَّامِهَا فَغَلَّبُوا الْمُؤَنَّثَ هُنَا عَلَى الْمُذَكَّرِ لِكَثْرَةِ دَوْرِ الْعَدَدِ عَلَى أَلْسِنَتَها وَمِنْهُ قَوْلُهُ تعَالَى ( يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً ).
وَيُقَالُ أَحَدَ عَشَرَ وثَلَاثَةَ عَشَرَ إِلَى تِسْعَةَ عَشَرَ بِفَتْحِ الشِّينِ وسُكُونُها لُغَةٌ وَقَرَأَ بِهَا أَبُو جَعْفَرٍ وَ ( الْعِشْرُون ) اسْمٌ مَوْضُوعٌ لِعَدَدٍ مُعَيَّنٍ وَيُسْتَعْمَلُ فِى الْمُذَكَّرِ والْمُؤَنَّثِ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ وَيُعْرَبُ بِالْوَاوِ وَالْيَاءِ وَيَجُوزُ إِضَافَتُهَا لِمَالِكِهَا فَتَسْقُطُ النُّونُ تَشْبِيهاً بِنُونِ الْجَمْعِ فَيُقَالُ ( عشْرُو زَيْد ) و ( عِشْرُوكَ ) هكَذَا حَكَاهُ الْكِسَائِىُّ عَنْ بَعْضِ الْعَرَبِ ومَنَعَ الْأَكْثَرُ إِضَافَةَ الْعُقُودِ وَأَجَازَ بَعْضُهُمْ إِضَافَةَ الْعَدَدِ إِلَى غَيْرِ التَّمْيِيزِ وَ ( الْعِشْرَةُ ) بِالْكَسْرِ اسْمٌ مِنَ الْمُعَاشَرَةِ وَالتّعَاشُرِ وَهِىَ الْمُخَالَطَةُ و ( عَشَّرَتِ ) النَّاقَةُ بِالتَّثْقِيلِ فَهِىَ ( عُشَرَاءُ ) أَتَى عَلَى حَمْلِهَا عَشَرَةُ أَشْهُرٍ والْجَمْعُ ( عِشَارٌ ) وَمِثْلُهُ نُفَسَاءُ ونِفَاسٌ وَلَا ثَالِثَ لَهُمَا و ( عَاشُورَاءُ ) عَاشِرُ الْمُحَرَّمِ وتَقَدَّمَ فِى ( تسع ) فِيهَا كَلَامٌ وَفِيهَا لُغَاتٌ الْمَدُّ وَالْقَصْرُ مَعَ الْأَلِفِ بَعْدَ الْعَيْنِ و ( عَشُورَاءُ ) بِالْمَدِّ مَعَ حَذْفِ الْأَلِفِ.
[ع ش ش] عُشُ : الطَّائِرِ مَا يَجْمَعُهُ عَلَى الشَّجَرِ مِنْ حُطَامِ الْعِيدَانِ فَإِنْ كَانَ فى جَبَلٍ أَوْ عِمَارَةٍ فَهُوَ وَكْرٌ ووَكْنٌ وَإِنْ كَانَ فِى الْأَرْضِ فَهُوَ أُفْحُوصٌ والْجَمْعُ ( عِشَاشٌ ) بِالْكَسرِ و ( عِشَشَةٌ ) وِزَانُ عِنَبَةٍ وَرُبَّمَا قِيلَ ( أَعْشَاشٌ ) مِثْلُ قُفْلٍ وأَقْفَالٍ.
[ع ش ق] عَشِقَ : ( عَشَقاً ) مِنْ بَابِ تَعِبَ وَالاسْمُ ( العِشْقُ ) بِالْكَسْرِ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ ( الْعِشْقُ ) الْإِغْرَامُ بالنِّسَاءِ و ( الْعِشْقُ ) الْإِفْرَاطُ فى الْمَحَبَّةِ وَرَجُلٌ ( عَاشِقٌ ) وامْرَأَةٌ ( عَاشِقٌ ) أَيْضاً.
[ع ش ي] الْعَشِيُ : قِيلَ مَا بَيْنَ الزَّوالِ إِلَى الْغُرُوبِ وَمِنْهُ يُقَالُ لِلظُّهْرِ وَالْعَصْرِ ( صَلَاتَا الْعَشِيُ ) وَقِيلَ هُوَ آخِرُ النَّهَارِ وَقِيلَ ( الْعَشِيُ ) مِنَ الزَّوَالِ إِلَى الصَّبَاحِ وَقِيلَ ( الْعَشِيُ ) و ( الْعِشَاءُ ) مِنْ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ إِلَى الْعَتَمَةِ وَعَلَيْهِ قَوْلُ ابْنِ فَارِسٍ ( الْعِشَاءَانِ ) الْمَغْرِبُ وَالْعَتَمَةُ قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِىِّ ( الْعَشِيَّةُ ) مُؤَنَّثَةٌ وَرُبَّمَا ذَكَّرَتْهَا الْعَرَبُ عَلَى مَعْنَى العَشِىِّ وَقَالَ بَعْضُهُمْ ( الْعَشِيَّةُ ) وَاحِدَةٌ جَمْعُهَا ( عَشِيٌ ) و ( الْعِشَاءُ ) بِالْكَسْرِ والْمَدِّ أَوَّلُ ظَلَامِ اللَّيْلِ و ( الْعَشَاءُ ) بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ الطَّعَامُ الّذِى يُتَعَشَّى بِهِ وَقْتَ العِشَاءِ وَ ( عَشَّيْتُ ) فُلَاناً بِالتَّثْقِيلِ و ( عَشَوْتُهُ ) أَطْعَمْتُهُ العَشَاءَ.