بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله رب العالمين وبعد:
فالمكتبة العصرية التي وضعت منذ نشأتها نصب عينيها إحياء التراث العربي وأظهاره في حلل قشيبة تساير عصر الحضارة وتماشي حاجته وتسهل على العالم والطالب الرجوع إلى هذا التراث والإفادة منه قد كلفت لجنة من ذوي الاختصاص للبحث والتنقيب ووضع مخطط يتيح لها إخراج ما أنتجته قرائح علمائنا الأبرار على مر التاريخ ومختلف الحقب.
ولما كان هذا النتاج من أهم الأعمال في عالم الفكر الإنساني وأوسعها ومن غير الممكن إخراجها كما تريد المكتبة العربية الحديثة فقد أخرجت المكتبة العصرية ضمن المخطط المدروس كتباً أعجبت وراقت.
ولا بد أن تقف المكتبة العصرية أمام هذا البناء الشاهق الذي بناه علماء هذه الأمة في حقل المعاجم والقواميس وتعمل على إخراجه إلى الوجود إيماناً منها أن المعاجم من أهم ما في التراث.
ولما كان إخراج المعاجم كلها دفعة واحدة أمراً من الصعب تحصيله بدأت المكتبة العصريه ضمن مخطط مدروس تخرج هذا المعاجم وأول ما ظهر في هذا المضمار مختار الصحاح فكان بطبعتنا الأنيقة الرائقة مثالاً نحتذيه في معاجمنا التي نخرجها إن شاء الله واحداً تلو آخر.
ونثني الآن بالمصباح المنير سائرين على نفس النهج الذي سرناه في سابقه. والمصباح المنير معجم صغير في حجمه كبير في فائدته ألفه أبو العباس أحمد بن محمد بن علي الفيومي ثم الحموي المتوفى سنة ٧٧٠ هـ / ١٣٦٨ م.
نشأ المؤلف في الفيوم ومهر بالعربية والفقه ولما بني الملك المؤيد إسماعيل جامع الدهشة قرر في خطابته فأكب على المطالعة والتأليف وكان له مؤلفات منها ديوان الخطب