وذكر المؤرخون واصحاب السير : انّ العباس هو الذي كان تولّى تزويج النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم من ميمونة بنت الحارث ، وهي اخت زوجته أم الفضل ، وأصدقها من ماله ٤٠٠ درهم وذلك في ذي القعدة عام سبع من الهجرة.
كما ذكروا أنه هو الذي قام بضيافة عبد الله بن جدعان بدلاً عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وسيأتي في الحديث عن حبر الأمة في عهد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّ أباه العباس كان يبعثه إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ليبيت عنده ولا ينامنّ حتى يحفظ له صلاته ودعاءه ممّا يشعرنا بأن العباس أراد الأستنان بسنته صلىاللهعليهوآلهوسلم في أعماله العبادية ليلاً وهو في بيته.
لقد ذكر الحافظ ابن البطريق (ت ٥٢٣) ـ وهو من عيون علماء الإمامية في القرن السادس ـ في مقدمة كتابه (عمدة عيون الأخبار) ما يدل على فضل العباس مستدلاً في ذلك بآي من القرآن الكريم كآية المودة في القربى (١) ، وآية الخمس (٢) ، وآية الفيء (٣) ، واستدل أيضاً بما رواه الشيخ الطوسي في الأمالي بسنده عن عبد الله بن الحارث عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال : « قلت يا رسول الله ما لنا ولقريش إذا تلاقوا بوجوه مستبشرة ، وإذا لقونا ، لقونا بغير ذلك ؟ قال : فغضب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال : والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله » (٤).
قال الحافظ ابن البطريق : فأدخل العباس في جملة من لا يدخل قلب رجل الإيمان إلّا بحبهم ، وهذا أبلغ ممّا ذكره الثعلبي في المعنى ، لأنه أدخله بكاف
_______________________
(١) الشورى / ٢٣.
(٢) الأنفال / ٤١.
(٣) الحشر / ٧.
(٤) عمدة عيون الأخبار ١ / ٤٧.