برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وجعه فقال : (إيتوني بدواة وصحيفة أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده أبداً ؟) قال : فقال بعض من كان عنده : إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ليهجر ، فقال : فقيل له ألا نأتيك بما طلبت ؟ قال : (أو بعد ماذا ؟!) ، قال : فلم يدع به » (١).
أقول : أخرج هذه الصورة الطبراني في معجمه الكبير بسنده عن عمر بن حفص السدوسي عن عاصم بن عليّ عن قيس بن الربيع عن الأعمش إلى آخر السند كما مرّ عن ابن سعد ، ومن دون تفاوت. لكن في المتن إثم وأختلاف كبير إذ قال : « لمّا كان يوم الخميس ، وما يوم الخميس ؟ ثمّ بكى فقال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : (إيتوني بصحيفة ودواة أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده أبداً) ، فقالوا : يا رسول الله ألا نأتيك بعد ؟ قال : (بعد ما) ... اه » (٢).
أقول : فلاحظ حذف جملة : (فقال بعض من كان عنده ان نبيّ الله ليهجر) ، فمن ابتلعها من رواة السوء حين غصّ بذكرها ! ودع عنك من تفاوت دون ذلك.
مارواه سفيان بن عيينة عن سليمان الأحول عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.
ويكاد ينعدم وضوح الرؤية في هذه الصورة ، إذ تنبعث منها عدة صور متشابهة مضموناً ، متفاوتة سنداً ومتناً ، وما ذلك إلّا لأرتعاش أيادي المصورين ودمدمة المتمتمين ـ وهم المحدّثون والرواة طبعاً ـ.
فقد روى الحديث عن ابن عيينة خمسة عشر علماً من أعلام المحدّثين ـ فيما أحصيت ـ وربما كانوا أكثر ، ولكن لم نجد رواياتهم كلّها متفقة تماماً ،
_______________________
(١) طبقات ابن سعد ٢ ق ٢ / ٣٦.
(٢) المعجم الكبير ١١ / ٣٥٢ ط الثانية بالموصل.