فرواه أبو نعيم عن شيخه الطبراني كما سمعه مبتوراً. ولعل في تعقيبه أشارة تنبيه إلى ما في رواية شيخه من خلل.
ثمّ إنّ هذا الحديث أخرجه النويري في نهاية الأرب (١) بلفظ ابن سعد فراجع. كما رواه البلاذري في جمل أنساب الأشراف ، قال : « حدّثني أحمد بن إبراهيم ثنا أبو عاصم النبيل ثنا مالك بن مغول عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنّه قال يوم الخميس وما يوم الخميس ؟ أشتد فيه وجع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وبكى ابن عباس طويلاً ثمّ قال : فلمّا أشتد وجعه قال : ( أئتوني بالدواة والكتف أكتب لكم كتاباً لا تضلون معه بعدي أبداً) ، فقالوا : أتراه يهجر وتكلموا ولغطوا ، فغمّ ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأضجره وقال : (اليكم عني ولم يكتب شيئاً) » (٢).
ما رواه الأعمش عن عبيد الله بن عبد الله عن سعيد بن جبير عن ابن عباس وقد أخرجها ابن سعد في طبقاته بسنده عن يحيى بن حماد عن أبي عوانة عن الأعمش إلى آخر السند عن ابن عباس قال : « اشتكى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم الخميس ، فجعل ـ ابن عباس ـ يبكي ويقول يوم الخميس وما يوم الخميس أشتد بالنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وجعه فقال : (أئتوني بدواة وصحيفة أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده أبداً) ، قال فقال بعض من كان عنده : أنّ نبيّ الله ليهجر ، قال : فقيل له : ألا نأتيك بما طلبت ؟ قال : (أو بعد ماذا) ، قال : فلم يدع به » (٣).
_______________________
(١) نهاية الأرب ١٨ / ٣٧٤.
(٢) أنساب الأشراف ٢ / ٢٣٦.
(٣) طبقات ابن سعد ٢ ق ٢ / ٣٦.