إلى هنا تنتهي صور الحديث الّتي تنتهي أسانيدها إلى سعيد بن جبير ، وهي خمس صور ، وقد رأينا بينها من التفاوت ما رأينا. فهل يعقل أن يكون سعيد بن جبير هو مصدر ذلك كلّه ؟ بعد ما قد مرّ بنا من تعمّد التعتيم من أمثال الطبراني والبخاري وغيرهما.
ما رواه الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس.
وقد روى الحديث عن الزهري ثلاثة وهم : يونس ، وأسامة ومعمر.
١ ـ أمّا رواية يونس فقد رواها عنه جرير وعنه أبنه وهب ، وعنه أحمد بن حنبل وحديثه في المسند وهذا لفظه بعد ذكر سنده عن ابن عباس قال : « لمّا حضرت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الوفاة قال : (هلمّ أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده) ، وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب ، فقال عمر : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد غلبه الوجع ، وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله قال : فاختلف أهل البيت فاختصموا فمنهم من يقول يكتب لكم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أو قال : قرّبوا يكتب لكم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومنهم من يقول ما قال عمر ، فلمّا أكثروا اللغط والأختلاف وغُمّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : (قوموا عني) ، فكان ابن عباس يقول : إنّ الرزية كلّ الرزية ما حال بين رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من أختلافهم ولغطهم ... ا ه » (١).
وأخرج البخاري في صحيحه بسنده عن يحيى بن سليمان عن ابن وهب عن يونس إلى آخر السند ولفظه قال : « لمّا أشتد بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وجعه قال : (أئتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده) ، قال عمر : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم غلبه الوجع
_______________________
(١) مسند أحمد ١ / ٣٢٤ ط مصر الاُولى.