كتاباً لا يختلف منكم رجلان بعدي) ، قال : فأقبل القوم في لغطهم ، فقالت المرأة : ويحكم عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ... ا ه » (١).
والفجوات في هذه الصورة بيّنة ، ولا تحتاج في إثباتها إلى بيّنة ، فبعد طيّ كثير من الكلام في الكتمان ، نقرأ لأوّل مرّة قول المرأة ويحكم عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. فيا ترى مَن هي هذه الّتي أنكرت على القوم لغطهم ؟ ويكفينا من هذه الصورة معرفة عظم الرزية ـ كما يقول ابن عباس ـ حتى تدخّل العنصر النسوي في المعركة الكلامية. وسيأتي ما يوضح المستبهم فيها.
ما رواه أبو حمزة عن ليث عن طاووس ، أخرج حديثه الطبراني في معجمه الكبير بسنده فقال : « حدّثنا محمّد بن يحيى بن مالك الضبي الأصبهاني ، ثنا محمّد بن عبد العزيز بن أبي رزمة ، ثنا عليّ بن الحسن بن شقيق عن أبي حمزة عن ليث عن طاووس عن ابن عباس قال : دعا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بكتف فقال : (أئتوني بكتف أكتب لكم كتاباً لا تختلفون بعدي أبداً) ، فأخذ من عنده من الناس في لغط ، فقالت امرأة ممّن حضر : ويحكم عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إليكم ، فقال بعض القوم : اسكتي فإنّه لا عقل لكِ ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : (أنتم لا أحلام لكم) ... ا ه » (٢).
أقول : وأخرج هذا الحديث الهيثمي في مجمع الزوائد وعقب عليه بقوله : « قلت : في الصحيح طرف من أوّله ، رواه الطبراني ، وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلّس وبقية رجاله ثقات » (٣).
_______________________
(١) مسند أحمد ١ / ٢٩٣.
(٢) المعجم الكبير ١١ / ٣٠.
(٣) مجمع الزوائد ٤ / ٢١٥.