القلم ، كما يحتمل ذلك أيضاً في تعيين نسبة سفيان ، لإشتراك السفيانَين في العَلميَة والشهرة.
أخرجها المقريزي في كتابه إمتاع الأسماع قال : « وأشتدّ به صلىاللهعليهوآلهوسلم وجعه يوم الخميس فقال : (إئتوني بدواة وصحيفة أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً) ، فتنازعوا فقال بعضهم : ما له ؟ أهجر ؟ أستعيدوه ! وقالت زينب بنت جحش وصواحبُها : إئتوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بحاجته ، فقال عمر : وقد غلبه الوجع وعندكم القرآن ! حسبنا كتاب الله ، من لفلانة وفلانة ؟ ـ يعني مدائن الروم ـ إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ليس بميت حتى يفتحها ، ولو مات لانتظرته كما انتظرت بنو إسرائيل موسى !! فلمّا لغطوا عنده قال : (دعوني فما أنا فيه خير ممّا تسألوني) ! ثمّ أوصاهم بثلاث : (أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنتم تروني أجيزهم ، وأنفذوا جيش أسامة) ، قوموا » (١).
هذه هي الصور الّتي وقفت عليها ، ولا شك أنّه فاتني كثيرٌ غيرُها ، ومهما يكن ما فات فإنّه لا يعدو حصيلة الحاصل ممّا ذكرت. وهي تكفي في أعطاء الصورة القريبة من الصدق أو هي الصدق بعينه ، لكنه منبثّ في سطور الصور المتفرقة ، تلك الحصيلة ـ تلميحية وتصريحية ـ تكاد تسمعها تجأر بلوعة الرزية كلّ الرزية ، الّتي كان ابن عباس حبر الأمة يبكي منها لشدة وقعها حتى يبلّ دمعه
_______________________
(١) إمتاع الأسماع / ٥٤٥ تح محمود محمّد شاكر.