قال في كتابه منهاج السنّة بعد حكايته قول العلّامة ابن المطهر الحلي في حديث الكتف والدواة فقال رداً عليه : والجواب أن يقال : أمّا عمر فقد ثبت من علمه وفضله ما لم يثبت لأحد غير أبي بكر ، ففي صحيح مسلم عن عائشة عن النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلّم أنّه كان يقول : قد كان في الأمم قبلكم محدّثون فإن يكن في أمتي أحد فعمر (!؟).
قال ابن وهب : تفسير : (محدّثون ملهمون)... إلى آخر ما ذكره من سياق وشواهد على إلهام عمر بما لا ينفعه بل عليه أضرّ.
ثمّ قال : وأمّا قصة الكتاب الّذي كان رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم يريد أن يكتبه فقد جاء مبيناً في الصحيحين عن عائشة رضياللهعنها قالت قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في مرضه ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب كتاباً فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل أنا أولى ، ويأبى الله والمؤمنون إلّا أبا بكر.
ثمّ ساق حديثاً آخر عن البخاري نحو ما سبق ، وأتبعه بثالث عن مسلم عن عائشة وسئلت من كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مستخلفاً لو استخلف ؟ قالت : أبو بكر. فقيل لها ثمّ مَن بعد أبي بكر ؟ قالت : عمر. قيل لها ثمّ مَن بعد عمر قالت : أبو عبيدة عامر بن الجرآح ثمّ انتهت إلى هذا. ثمّ قال : وأمّا عمر فأشتبه عليه هل كان قول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم من شدة المرض أو كان من أقواله المعروفة ، والمرض جائز على الأنبياء ولهذا قال : ما له أهجر ، فشك في ذلك ولم يجزم بأنّه هجر ، والشك جائز على عمر ، فإنه لا معصوم إلّا النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلّم ، لاسيما وقد شك بشبهة ، فإنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كان مريضاً فلم يدر أكلامه كان من وهج المرض كما يعرض للمريض ، أو كان من كلامه المعروف الّذي يجب قبوله.