مهما تفاوتت وجهات النظر في طريقة كتابة التاريخ ، فهي لا تعدو عن حقيقة ثابتة هي أنّ التاريخ يصنع من النصوص ، كما انه يكفي في تاريخ الأفراد سرد الواقع للشخص فيما يختصه ، أمّا تاريخ الجماعات فلا يكفي ذلك ، بل لا سبيل إلى تحقيقه دون إعمال الفكر في انتقاء الحدث النموذجي للدلالة على معرفة المجتمع معرفة تامة ولو بالتحليل الفلسفي للأحداث لفهم كنه الروابط بينها بإمعان ودقة ، ويبقى القاسم المشترك بين تاريخ الفرد وتاريخ المجتمع هو دقة الملاحظة ، ونقل الحوادث بأمانة ، دون النزوع إلى العاطفة ، بل الرجوع إلى الحق في الاستنتاج.
ولمّا كانت حالة الحياة العربية في مكة
المكرمة قبل الإسلام ، يستدعي البحث عنها إلى استخدام المعلومة من تاريخ الجماعات لغرض التعرف التام إلى