لقد مرّت بنا صور الحديث ، وقرأنا فيها ما يشجي النفوس ، وقرأنا في خمس منها تدخل العنصر النسوي عندما وقع الخلاف على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ووقع التنازع بين الصحابة ، فمنهم القائل قرّبوا لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يكتب ما أراد ، ومنهم القائل القول ما قال عمر.
فقد جاء في (الصورة ١٤) قال : « فأقبل القوم في لغطهم فقالت المرأة : ويحكم عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ... » ، ولئن كانت هذه الصورة غير واضحة المعالم ، فإنّ الّتي بعدها مثلها إلّا أنّها أشمل لبعض ما جرى.
فقد جاء في (الصورة ١٥) : « فأخذ من عنده من الناس في لغط فقالت امرأة ممّن حضر : ويحكم عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إليكم ، فقال بعض القوم : « اسكتي فإنّه لاعقل لك ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : (أنتم لا أحلام لكم) ».
وأوضح منها ما جاء في (الصورة ١٧) : « فقالت زينب زوج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ألا تسمعون النبيّ يعهد إليكم ، فلغطوا. فقال : (قوموا ...) ».
وإذا بحثنا في ثنايا تلك الصور نجد فيما رواه عمر نفسه ، انّ من استنكر ذلك من النساء أكثر من واحدة فقد جاء عنه كما في (الصورة ٣) : « فقال النسوة : ائتوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بحاجته ، قال عمر فقلت : اسكتنّ فإنكنّ صواحبه إذا مرض عصرتنّ أعينكنّ ، وإذا صح أخذتنّ بعنقه ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : (هنّ خير منكم) ».
ونحو ذلك جاء في (الصورة ٤) : « فقال النسوة من وراء الستر : ألا تسمعون ما يقول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقلت : إنكن صواحبات (صواحب) يوسف ، إذا مرض رسول الله عصرتنّ أعينكنّ ، وإذا صح ركبتنّ عنقه ، فقال رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم : (دعوهنّ فإنهنّ خير منكم) ».