لم أبحث كثيراً عن الشعراء الّذي أشاروا إلى الحديث ، وليس ذلك من غرض كتابي هذا ، ولكني وقفت على شعر شاعر مؤمن ممّن لم يتبع الغاوين ، لهج به فنظم مشيراً إليه بقوله :
وصىّ النبيّ فقال قائلهم |
|
قد ظل يهجر سيد البشر |
ورووا أبا بكر أصاب ولم |
|
يهجر وقد وصّى إلى عمر (١) |
ومن النظم في ذلك قول الشاعر :
وما رأيت من الآيات معتبرا |
|
إن كنت مِدّكرا أكنت معتبرا |
أوصى النبيّ أمير النحل دونهما |
|
وخالفاه لأمر عنده اشتورا |
وقال هاتوا كتاباً لا تضلوا به |
|
بعدي فقالوا رسول الله قد هجرا |
تعصباً لأبي بكر فحين ثوى |
|
وفّى فوصّى به من بعده عمرا |
تحمّل العبء فيها ميتاً عجبا |
|
وقال حياً أقيلوني بها ضَجِرا |
إن قال ان رسول الله غادرها |
|
شورى فهلا اقتفى من بعده الأثرا |
أو قال أوصى فلم تقبل وصيته |
|
يوم الغدير فلا تعجل فسوف ترى (٢) |
_______________________
(١) مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ١ / ٢٠٢ ، وكشف الغمة للأربلي ١ / ١٦٥ منشورات الشريف الرضي ، والصراط المستقيم للبياضي ٣ / ٧.
(٢) اثبات الهداة للحر العاملي ٤ / ٤٢٤ ، والصراط المسقيم للبياضي ٣ / ٧. ووردت هذه الأبيات في أوّل الحجة الخامسة من كتاب الوصية لأحد معاصري الشيخ الصدوق المتوفى سنة ٣٨١ ه. والكتاب في مجموعة برقم / ١٣مجاميع خطية بمكتبة المرحوم الحجة المغفور له الشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء.