وكانوا ينكرون بعض الترهات التي كان عليها قومهم كعبادة الأصنام ، وكانوا يجاهرون بعقيدتهم في البحث عن ألوهية واحد متفرد بالجلال والعظمة والقدرة ، ويعترفون بالبعث والنشور ، ويقولون بالثواب والعقاب ، وكان بعضهم من أعلن عن قرب ظهور نبي من العرب قد أطلّ زمانه يهدي الناس إلى الصراط المستقيم (١).
قال الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام :
(إنّ الله بعث محمداً صلىاللهعليهوآلهوسلم ، نذيراً للعالمين ، وأميناً على التنزيل ، وأنتم معشر العرب على شر دين وفي شر دار متنّخون (٢) بين حجارة خُشن ، وحيّات صُم ، تشربون الكدِرَ وتأكلون الجشب ، وتسفكون دماءكم ، وتقطعون أرحامكم ، الأصنام فيكم منصوبة ، والآثام بكم معصوبة) (٣).
وقال أيضاً : (بعثه والناس ضُلّال في حيرة ، وخابطون في فتنة ، قد استهوتهم الأهواء ، واستزلّتهم الكبرياء ، واستخفتهم الجاهلية الجهلاء ، حيارى في زلزال من الأمر ، وبلاء من الجهل ، فبالغ صلىاللهعليهوآلهوسلم في النصيحة ، ومضى على الطريقة ودعا إلى الحكمة والموعظة الحسنة) (٤).
_______________________
(١) أنظر مروج الذهب للمسعودي ١ / ٦٧ ـ ٧٥.
(٢) متنخون أي مقيمون ، من أناخ بالمكان أقام به.
(٣) نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١ / ٦٦.
(٤) نفس المصدر ١ / ١٨٦.