وذلك أنها نزلت والنبي صلىاللهعليهوآله بعسفان والمشركون بضجنان (١) فتواقفوا فصلى النبي صلىاللهعليهوآله بأصحابه صلاة الظهر بتمام الركوع والسجود ، فهم المشركون بأن يغيروا عليهم فقال بعضهم : إن لهم صلاة اخرى أحب إليهم من هذه ، يعنون صلاة العصر ، فأنزل الله تعالى عليه الاية ، فصلى بهم العصر صلاة الخوف ، وكان ذلك سبب إسلام خالد بن الوليد.
( ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم ) رخص لهم في وضع الاسلحة إن ثقل عليهم حملها بسبب ما ينالهم من مطر أو مرض ، وأمرهم مع ذلك بأخذ الحذر بقوله ( وخذوا حذركم ) لئلا يغفلوا فيهجم عليهم العدو.
( إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا ) هذا وعد للمؤمنين بالنصر على الكفار بعد الامر بالحزم ، لتقوى قلوبهم ، وليعلموا أن الامر بالحزم ليس لضعفهم وغلبة عدوهم ، بل لان الواجب أن يحافظوا في الامور على مراسم التيقظ والتدبير
____________________
(١) ضجنان جبل عرى بريد من مكة ، وعسفان على مرحلتين : أربعة برد ، فكيف تواقفوا؟ على أن المسلم من غزوة الحديبية هذه أن رسول الله خرج حتى اذا كان بعسفان لقيه بشر بن سفيان الكعبى فقال : يا رسول الله هذه قريش قد سمعت بمسيرك وقد نزلوا بذى طوى ( موضع قرب مكة ) وهذا خالد بن الوليد في خيلهم قدموا إلى كراع الغميم ( وهو واد أمام عسفان بثمانية أميال ) فخرج رسول الله صلىاللهعليهوآله بالمسلمين عن الطريق وسلكوا بين الشعاب حتى أفضوا إلى أرض سهلة عند منقطع الوادى ثم سلكوا ذات اليمين في طريق يخرجهم على ثنية المرار مهبط الحديبية ( على مرحلة من مكة ) من أسفل مكة.
فلما رأت خيل قريش قترة الجيش رجعوا راكضين إلى قريش ، وسلك رسول الله ثنية المرار وخلات الناقة ، فأمرهم أن ينزلوا بوادى الحديبية ، فنزلوا واطمأنوا بها فلم يلتقوا مع قريش ولا خيلهم حيت أتاهم رجال خزاعة وقريش وتم الصلح بينهم.