١١ ـ ( باب اشتراط وجوب الجهاد بأمر الإِمام العادل ، وتحريم الجهاد مع الإِمام الغير العادل )
[ ١٢٣٦١ ] ١ ـ الطبرسي في الاحتجاج : عن عليّ بن الحكم ، عن ابان قال : أخبرني الأحول أبو جعفر محمد بن النعمان الملقّب بمؤمن الطاق : أن زيد بن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) بعث إليه وهو مختف ، قال : فأتيته فقال [ لي ] (١) : يا أبا جعفر ، ما تقول إن طرقك طارق منّا اتخرج معه ؟ قال : قلت له : إن كان أبوك أو أخوك خرجت [ معه ] (٢) ، قال : فقال لي : فأنا أُريد أن أخرج أُجاهد هؤلاء القوم فاخرج معي ، قال : قلت : لا افعل جعلت فداك ، قال : فقال لي : اترغب بنفسك عني ؟ قال : فقلت له : إنّما هي نفس واحدة ، فإن كان لله عزّ وجلّ في الأرض معك حجّة ، فالمتخلف عنك ناج ، والخارج معك هالك ، وإن لم يكن لله معك حجّة فالمتخلف عنك والخارج معك سواء ، قال : فقال لي : يا أبا جعفر كنت اجلس مع أبي على الخوان ، فيلقمني اللّقمة السمينة ويبرد لي اللقمة الحارّة حتى تبرد شفقة عليّ ، ولم يشفق عليّ من حرّ النار ، إذ أخبرك بالدين ولم يخبرني به ، قال : فقلت : من شفقته عليك من حرّ النار لم يخبرك ، خاف عليك ألّا تقبله فتدخل النار ، وأخبرني فإن قبلته نجوت وإن لم أقبل لم يبال أن ادخل النار ، ثم قلت له : جعلت فداك أنتم أفضل أم الأنبياء ؟ قال : بل الأنبياء ، قلت : يقول يعقوب ليوسف : ( يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ) (٣) لم يخبرهم حتى لا يكيدونه ولكن كتمهم ، وكذا أبوك كتمك لأنه خاف عليك ، قال : فقال : أما والله لئن قلت ذاك لقد حدثني
____________________________
الباب ١١
١ ـ الإِحتجاج ص ٣٧٦ .
(١ ، ٢) أثبتناه من المصدر .
(٣) يوسف ١٢ : ٥ .