الحسن بن عليّ ( عليه السلام ) فازداد البلاء والفتنة فلم يبق أحد من هذا القبيل إلاّ وهو خائف على دمه أو طريد في الأرض ... » (١).
والآن فلننظر إلى حال ابن عباس من بعد موت الإمام الحسن ( عليه السلام ) ، وهو الّذي قد استشعر دخول الذل على العرب بموته فماذا لحقه من هوان وهو من سادة العرب؟ وماذا كان موقف معاوية منه في تلك الفترة؟
روى ابن قتيبة في الإمامة والسياسة : « لم يلبث معاوية بعد وفاة الحسن ( رحمه الله ) إلاّ يسيراً حتى بايع ليزيد بالشام وكتب ببيعته إلى الآفاق ، وكان عامله على المدينة مروان بن الحكم فكتب إليه يذكر الّذي قضى الله به على لسانه من بيعة يزيد (؟؟؟) ويأمره بجمع من قبله من قريش وغيرهم من أهل المدينة ثمّ يبايعوا ليزيد.
فلمّا قرأ مروان كتاب معاوية أبى من ذلك وأبته قريش وكتب إلى معاوية ... في ذلك ، قال فعزله وولى سعيد بن العاص. وكتب إليه في ذلك وان يكتب إليه بمن يسارع ومن لم يسارع. فلمّا أتاه الكتاب دعا الناس إلى البيعة وأظهر الغلظة وأخذهم بالعزم والشدة ، وسطا بكلّ من أبطأ عن ذلك.
قال : فأبطأ الناس عنها إلاّ اليسير لا سيما بني هاشم فإنّه لم يجبه منهم أحد ....
فكتب سعيد إلى معاوية يعلمه بتباطوء الناس عن البيعة لا سيما أهل البيت من بني هاشم فإنّه لم يجبني منهم أحد ، وبلغني عنهم ما أكره ... فكتب معاوية
____________________
(١) نفس المصدر ٣ / ١٦.