( وإذ بُليت الأمة براعٍ مثل يزيد فعلى الإسلام السلام ) هكذا قال سيّد الشهداء أبيّ الضيم ، وهكذا كانت النتيجة المتوقعة ، فقد طرق المدينة شر عظيم ، حين أتى كتاب يزيد إلى الوالي ، وكان هو ابن عمه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ، وفي آخر الكتاب :
« فبايع لنا قومنا ومَن قِبلك من رجالنا بيعة منشرحة بها صدوركم ، طيّبة عليها أنفسكم ، وليكن أوّل من يبايعك من قومنا وأهلنا الحسين وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن جعفر ، ويحلفون على ذلك بجميع الأيمان اللازمة ، ويحلفون بصدقة أموالهم غير عشرها ، وحرية رقيقهم ، وطلاق نسائهم بالثبات على الوفاء بما يعطون من بيعتهم ، ولا قوّة إلاّ بالله والسلام ». هكذا روى ابن قتيبة في الإمامة والسياسة (١).
غير أنّ البلاذري (٢) والطبري (٣) وابن الاثير (٤) ذكروا : « أنّه كتب إليه في صحيفة كأنّها أذن فارة : أمّا بعد فخذ حسيناً وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير بالبيعة أخذاً شديداً ليست فيه رخصة ولا هوادة حتى يبايعوا والسلام » ، فلم يرد
____________________
(١) الإمامة والسياسة ١ / ١٦٨ ط سنة ١٣٢٨ هـ بمصر.
(٢) أنساب الأشراف ١ق ٤ / ٢٩٩.
(٣) تاريخ الطبري ٥ / ٣٣٨ ط دار المعارف.
(٤) تاريخ ابن كثير ٤ / ٦ ط بولاق.