بمساوئ الحاكمين ، وأخيراً لا يوجد في المسلمين يومئذ مَن كان لا يقبل حديث ابن عباس إذا حدّث بما يرويه في الحكّام الظالمين ، اللّهمّ إلاّ أن يكون أموي النسب أو النزعة.
وفيما أحسبه قد استقلّ وحده في المواجهة مع عدوّه اللدود معاوية خصوصاً حين بلغه تجبّره وطغيانه ، وقد بسط على الناس سلطانَه ، فأعلن بسبّ الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) على منابر المسلمين ، ثمّ كتابته إلى الآفاق ينهى عن التحدث بفضائل الإمام ، وأعلن ببراءة الذمة ممّن روى في ذلك شيئاً ، والبراءة معناها إهدار دمه ، ثمّ هيأ من مرتزقة المحدثين زمرة تضع له الأحاديث في عثمان وأهل بيته ، فما كان أحدٌ يقوى على خوض تلك المعركة الظالمة الّتي بدأها معاوية إلاّ ابن عباس ، فكان منه الردّ السريع والمريع والحاسم والحاكم في نشر أحاديث فضائل الإمام ( عليه السلام ) ، كما كانت الضربة الموجعة لمعاوية في رواياته الّتي سمعها من النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) في معاوية وفي بني أمية سوى ما كان منه في توجيه الصفعة بعد الصفعة لهم.
وأخال أوّل تلك الضربات الموجعة لمعاوية رواية ابن عباس لحديث : ( لا أشبع الله بطنه ) وهو حديث ثابت ، وقد أخرجه مسلم ، باب من لعنه النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) أو سبّه أو دعا عليه ، وليس هو أهلاً لذلك كانت له زكاة وأجراً ورحمة (؟) ، ولفظه : « بسنده عن أبي حمزة القصاب عن ابن عباس قال : كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) فتواريت خلف باب ، قال : فجاء فحطأني حطأة وقال : اذهب وادع