ثالثاً : جهالة حال العامري وهبيرة عندنا. وقد ذكر ابن حجر (١) هبيرة وذكر أقوالاً مختلفة فيه فليراجع.
أمّا ما في متنه من ثغرات فهي :
أوّلاً : كيف رأى ابن عباس الحسين بباب الكعبة وكف جبرئيل في كفه ، وهو يومئذ كان مكفوف البصر؟
ثانياً : لو أغمضنا عن الرؤية البصرية فمن أين علم أنّ المرئي كان جبرئيل ولعله ملك آخر؟
ثالثاً : لو سلّمنا بأنه جبرئيل لإخبار المعصوم له بذلك ، فلماذا لم يبادر هو إلى بيعة الله ويستجب لندائه.
رابعاً : إنّه أجاب لمّا عنّف على تركه نصرة الحسين ( عليه السلام ) : بأنّ أصحاب الحسين لم ينقصوا رجلاً ولم يزيدوا رجلاً ، فهذا الجواب لا يرفع عنه إصر العتاب بل وحتى العقاب ، إذ لا فائدة من نداء جبرئيل ودعوته الناس إلى بيعة الله؟ وهو يرويه.
خامساً : إنّ ذلك ينافي القول بالبداء والمحو والإثبات ، ولقوله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : ( إعملوا فكلٌ ميسّر لما خلق له ) ، وسيأتي مزيد بيان عن هذا في الحلقة الرابعة إن شاء الله تعالى.
والآن إلى بعضه.
لماذا تخلف ابن عباس عن الخروج مع الحسين؟ ولماذا لم يرسل معه بعض أولاده؟ سؤالان مترتبان أوّلاً وثانياً منشأهما واحد ويصعب تجنّبهما ، ولكن
____________________
(١) تهذيب التهذيب ١١ / ٢٣ ـ ٢٤.